ولام الناصية. يجوز أن تكون واوًا وأن تكون ياءً. ويدل على ذلك أن العلماء ذكروها في المادتين. وفي حديث عائشة رضي الله تعالى عنها: «على م تنصون ميتكم؟» أي تسرحون شعره. وأصله من تسريح الناصية. يقال: نصوت الرجل أنصوه نصوًا، أي مددت ناصيته. ويروى عن عائشة: «مالكم تنصون ميتكم» أي تمدون ناصيته؛ قاله الراغب.
وفلان ناصية قومه، كقولك: رأسهم وعينهم ووجههم. والنصي مرعىً من أفضل المراعي. واستعير للكثير؛ فقيل: فلان نصية قومه، لنفعه لهم نفع المراعي. وفي الحديث: «نصية من همدان» أي الرؤساء والأشراف، أخذًا من الناصية. «وانتصيت من القوم رجلًا» أي اخترته. وفي الحديث: «لم تكن واحدة تناصيني» أي تنازعني، كأن كل واحدٍ بناصية الآخر.

فصل النون والضاد


ن ض ج:
قوله تعالى: ﴿كلما نضجت جلودهم﴾ [النساء: ٥٦] النضج والنضج: إدراك اللحم نهاية شيه وطبخه. قال امرؤ القيس: [من الطويل]
١٦٥٥ - فظل طهاة اللحم ما بين منضجٍ صفيف شواءٍ أو قدير معجل
وناقة منضجة: جاوزت بحملها وقت ولادتها. وفلان نضيج الرأي، أي محكمه. وفي حديث لقمان بن عادٍ: «قريب من نضيجٍ بعيد من نيء» يريد أنه لا يعجله الفزع من إنضاج ما يطبخه وهم يمدحون بذلك. وصار ذلك كنايةً عن العجلة. وأنشد للشماخ: [من الطويل]


الصفحة التالية
Icon