ن ق م:
قوله تعالى: ﴿وما نقموا منهم﴾ [التوبة: ٧٤] يقال: نقمت الشيء ونقمته -بالفتح والكسر -أي كرهته، والفتح أفصح. ولذلك لم يقرأ قوله: ﴿هل تنقمون﴾ [المائدة: ٥٩] إلا بالكسر، وقيل: نقمته: أنكرته إما باللسان أو بالعقوبة. والنقمة والانتقام: العقوبة بإنكار. قال تعالى: ﴿فلما آسفونا انتقمنا منهم﴾ [الزخرف: ٥٥] ونقمت عليه كذا: أنكرته عليه.

فصل النون والكاف


ن ك ب:
قوله تعالى: ﴿عن الصراط لناكبون﴾ [المؤمنون: ٧٤] أي عادلون. يقال: نكب عن كذا ينكب نكبًا فهو ناكبٌ: إذا عدل عنه بمنكبه. والمنكب: مجتمع ما بين العضد والكتف، والجمع مناكبٌ. وقد استعير ذلك للأرض استعارة الظهور لها في قوله تعالى: ﴿فامشوا في مناكبها﴾ [الملك: ١٥] ﴿ما ترك على ظهرها﴾ [فاطر: ٤٥]. وقيل: «في مناكبها» في طرقها، وقيل: جبالها. وأصله ما ذكرته لك. ومنكب القوم: رئيسهم، استعارةٌ من هذه الجارحة استعارة الرأس والوجه له في قولهم: هو رأس القوم ووجه القوم، كاستعارة اليد للقاضي والوالي.
ولفلانٍ على قومه نكابةٌ ونقابةٌ، أي عرافةٌ. والأنكب: المائل المنكب، وهو من الإبل ما يمشي إلى شق. والنكب: داءٌ يأخذ في المنكب، ومنه استعير لكل ذاهب في نفسٍ أو مالٍ، فيقال: نكب فلانٌ، وأصابته نكبةٌ. والنكباء: كل ريحٍ هبت بين ريحين فهي نكباء، لأنها عدلت عن المهب. ونكبته حوادث الدهر، قيل: هبت عليه هبوب النكباء. ونكب عن الصواب تنكيبًا. ونكب كنانته ينكبها، ونكب -بالتخفيف -ينكبها نكبًا ونكوبًا: إذا كبها فأخرج سهامها. ومنه قوله الخبيث: «إن أمير المؤمنين نكب كنانته فعجم عيدانها، فوجدني أصلبها عودًا» وتنكب فرسه وترسه، أي علقه في منكبه.


الصفحة التالية
Icon