فهو من الأضداد.
وفي الحديث: "غبطًا لا هبطًا" أي نسألك الغبطة ونعوذ بك أن تهبطنا إلى حالٍ سفالٍ. وقال الفراء: الهبط: الذل. وأنشد للبيدٍ: [من المنسرح].
١٧٢٢ - إن يغبطوا يهبطوا وإن أمروا | يومًا يصيروا للهلك والنفد |
قوله تعالى: ﴿فجعلناه هباء منثورًا﴾ [الفرقان: ٢٣]. الهباء واحده هباءة، فقيل: الهباء والهبوء: التراب الرقيق. وأنشد لرؤبة: [من الرجز].
١١٧٢٣ - في قطع الآل وهبوات الدقق
وقال الأزهري: هو ما يخرج من الكوة مع ضوء الشمس؛ شبه أعمال الكفار التي كانوا يفعلونها في الدنيا، من فك العناة وإطعام المحاويج وغير ذلك، في عدم الجدوى بترابٍ وغبارٍ دقيقٍ. ثم لم يكتف بذلك حتى جعله منثورًا لا يرجى منه نفع، ولا يحصل منه شي البتة. وقوله: ﴿فكانت هباء منبثًا﴾ [الواقعة: ٦] شبه الجبال حال دكها بالهباء المنبث، وهو المتفرق. فوصفه بالموضعين بوصفين مختلفين لفظًا متحدين معنى.
قال الراغب: الهباء: دقاق التراب، فلا يبدو إلا في أثناء الشمس في الكوة. ويقال: هبا الغبار يهبو، أي ثار وسطع. وأهببته أهبه هبًا: أثرته. والهبوة كالغببرة. وفي الحديث: "أن فلانًا جاء يتهبى" قال الأصمعي: أي ينفض يديه أي فار [اليدين، كقولهم: جاء فلان يرب أصدريه، أي جاء فارغ اليدين.
فصل الهاء والجيم
هـ ج د:
قوله تعالى: ﴿فتهجد به﴾ [الإسراء: ٧٩] أي اترك الهجود، وهو النوم، فتفعل فيه