ما يكون من صوتها. ومنه همس الإبل كقول الشاعر: [من الرجز]
١٧٤٩ - وهم يمشين بنا هميسا | إن تصدق الطير ننك لميسا |
هـ م م:
قوله تعالى: ﴿ولقد همت به﴾ [يوسف: ٢٤] أي عزمت وقصدت. وقال أبو حاتم: كنت أقرأ كتاب "غريب القرآن" على أبي عبيدة، فلما أتيت على قوله: ﴿ولقد همت به وهم بها﴾ قال أبو عبيدة: هذا على التقديم والتأخير كأنه قال: ولقد همت و ﴿لولا أن رأى برهان ربه﴾ لهم بها. قلت: وما قاله حسن جدًا، وقد بينا ذلك في موضعه في كتابنا المشار إليه غير مرةٍ. وقال ثعلب: أي همت زليخة بالمعصية مصرة، وهم يوسف ولم يواقع ما هم به، فبين الهمين فرق. قيل: أوصل ذلك من الهم وهو الحزن الذي يذيب الإنسان.
يقال: هممت الشحم فأنهم، أي أذبته فذاب. فالهم الذي تهم به نفسك يكاد يذيبك حتى تفعله. ومن ثم قال الشاعر: [من الطويل]
١٧٥٠ - وهمك ما لم تمضه لك منصب
وقوله تعالى: ﴿وطائفة قد أهمتهم أنفسهم﴾ [آل عمران: ١٥٤] أي حملتهم.