١٧٥٣ - هنيئًا مريئًا غير داءٍ مخامرٍ | لعزة من أعراضنا ما استحلت |
ويقال: هنأه الطعام ومرأه. وإذا أفرد مرأ لم يقل إلا امرأة، وإنما ترك همزه للمشاكلة نحو: أخذه ما قدم وما حدث، حسبما بيناه في "إيضاح السبيل" وغيره. على أنه قد نقل أبو العباس عن ابن الأعرابي أنه يقال: هنأني وأهنأني، ومرأني وأمرأني، ولا يقال: مرني. والهناء: ضرب من القطران تطلى به الإبل من جربها. قال: [من الكامل]
- يضع الهناء مواضع النقب
وقد هنأت الإبل فهي مهنوءة. وأنشد لامرئ القيس: [من الطويل]
١٧٥٤ - أيقتلني وقد شغفت فؤادها | كما شغفت المهنوءة الرجل الطالي |
وقد هنأت البعير أهنوه وأهنتئه؛ لغتان فصيحتان. وقيل: الهنيء في الآية ما لا إثم فيه. وقد تقدم الكلام على "مريئًا".
هـ ن أ:
قوله تعالى:
﴿هنالك الولاية﴾ [الكهف: ٤٤] هنا: ظرف مكان لا يتصرف غالبًا، وهو من أسماء الإشارة، ولا يشار به إلا للأمكنة. وقد يشار به للزمان عند بعضهم في قوله تعالى:
﴿هنالك ابتلي المؤمنون﴾ [الأحزاب: ١١]. وجعل من ذلك قول الآخر: [من الكامل]
١٧٥٥ - وإذا الأمور تعاظمت وتشاكلت | فهناك يعترفون أين المفزع؟ |
والصحيح أنه باقٍ على مكانيته. وحكمه في القرب والبعد والتوسط حكم ذا. فهنا للمكان القريب، وهناك للمتوسط، وهنالك للبعيد، وبمعنى البعيد هنا. وهنا - بكسر الهاء مع التشديد - وهنت وثم. وله موضع هو أليق به من هذا.
وقريب من هذه المادة الهن، وهو الفرج. وقيل: كل ما لا يراد التصريح بذكره.