١٧٨٣ - والملك لا يبنى إلا على عمدٍ ولا عماد إذا لم ترس أوتاد
وقيل ذلك في قوله تعالى: ﴿وفرعون ذي الأوتاد﴾ [الفجر: ١٠] قيل: بل كان له أوتاد حقيقية، اتخذها من حديدٍ وضربها في الأرض. وكان إذا أراد أن يعذب أحدًا ربطه. ثم يرسل عليه الحيات. وقيل للناتئ خلف الأذن: وتدها على التشبيه الصوري. ويضرب بالوتد المثل في الذل والصغار فيقال: "هو أذل من وتدٍ" قال الشاعر: [من الوافر]
١٧٨٤ - وكنت أذل من وتدٍ بقاعٍ يشجج رأسه بالفهر واج
وقال آخر: [من البسيط]
١٧٨٥ - ولا يقيم على ضيمٍ يراد به... إلا الأذلان: عير الحي والوتد
هذا على الخيف مربوط برمته وذا يشج فلا يرثي له أحد
والوتد في اصطلاح العروضيين ينقسم إلى وتدٍ مجموعٍ ووتدٍ مفروقٍ؛ فالمجموع متحركان بعدهما ساكن. والمفروق ساكنان بعدهما متحرك. وقد وتد الوتد أتده أتدًا، أي ثبته.
وت ر:
قوله تعالى: ﴿والشفع والوتر﴾ [الفجر: ٣] الوتر في العدد يقابل بالشفع، كالفرد والزوج. قال ابن عباسٍ: الوتر آدم والشفع زوجه. وقيل: الوتر هو الباري تعالى لتوحده، والشفع جميع خلقه لأنه تعالى خلقهم أزواجًا. وقيل: الوتر يوم عرفة، والشفع يوم النحر. وقيل: المراد بهما الأعداد، وفيه لغتان -وقرئ بهما في المتواتر- فتح الوتر وكسرها والوِتْرُ والوَتَرُ أيضًا: الذحل، وكذا الترة نحو الوعد والعدة ومنه قول الشاعر:


الصفحة التالية
Icon