والجاه: مقلوب من الوجه، قال الراغب: لكن الوجه يقال في العضو والحظوة والجاه لا يقال إلا في الحظوة. قوله تعالى: ﴿وكان عند الله وجيهًا﴾ أي ذو جاهٍ ووجاهةٍ.
وكذا قوله تعالى: ﴿وجيهًا في الدنيا والآخرة﴾ [آل عمران: ٤٥] لأن الناس يشتركون في وجاهة الدنيا، ولا يفوز بوجاهة الآخرة إلا الخلص كالأنبياء ومن قاربهم في الحظوة. وعن عائشة: "كان لعلي وجه من الناس حياة فاطمة" رضي الله تعالى عنهم أجمعين يعني أنه كان ذا جاهٍ مدة حياة فاطمة الزهراء قد فقده بعدها. وكذا والله كان.
وفي الحديث: "وذكر فتنا كوجوه البقر" يعني متشابهة، فإذا قصد التساوي في الأشياء قيل: كوجوه البقر. قيل أخذوه من قوله تعالى: ﴿إن البقرة تشابه علينا﴾ [البقرة: ٧٠] وفي حديث أهل البيت: "لا يحبنا الأحدب الموجه" قال أبو العباس: هو صاحب الحدبتين؛ واحدة من الخلف وأخرى من قدام. والمعنى: ذو الوجهين. ومنه الحديث الآخر: "ذو الوجهين لا يكون عند الله وجهيًا" ويعبر به عن النفاق. والكلام الموجه المحتمل الأمرين فصاعدًا. ومنه أن رجلا أعور عابه إنسان فقال: جعل الله عينيك سواء. يحتمل أنه يريد: سواء في السلامة أو في العور. فهو دعاء له أو عليه. والتوجيه في الشعر: الحرف الذي بين ألف التأسيس وحرف الروي.
فصل الواو والحاء
وح د:
قوله تعالى: ﴿قل هو الله أحد﴾ [الإخلاص: ١] أي لا ثاني له. وهذا همزته مبدلة من واو الوحدة، وهي الانفراد. وهذا بخلاف أحدٍ المستعمل في النفي، نحو: لا