يؤمنون بالآخرة} [الزمر: ٤٥]. والوحد: المفرد، ويوصف به غير الباري، والوحد بمعناه. وأنشد للنابغة: [من البسيط]
١٧٨٩ - بذي الجليل، على مستأنسٍ وحد
قال: وأحد مطلقًا لا يوصف به غير الباري تعالى. ويقال في المدح: هو نسيج وحده. وفي الذم: عبير وحده، وجحيش وحده. فإن أريد أقل من ذلك في الذم قيل: رجيل وحده. وقولهم: جليس وحده نصب على الحال لأنه في قوة التنكير، إذ المعنى جلس منفردًا. وهو من الأسماء اللازمة للإضافة إلى المضمرات. قوله: ﴿لستن كأحدٍ من النساء﴾ [الأحزاب: ٣٢] إنما أتي بأحد هنا دون واحدة لأن "أحد" نفي عام للمذكر والمؤنث والجماعة.
قوله: ﴿قل إنما أعظكم بواحدةٍ﴾ [سبأ: ٤٦] قيل: بأن توحدوا الله. وقيل: بخصلة ٍ واحدة. وهو عظة واحدة، وهي ﴿أن تقوموا لله مثنى وفرادى﴾ أي تجتمعون فتذكرون أمر النبي صلى الله عليه وسلم. ثم ينفرد كل منكم فينظر في عاقبة ما قال وما قيل له فيظهر لكم أن محمد ﷺ لم يكن به جنة ﴿بل جاء بالحق وصدق المرسلين﴾ [الصافات: ٣٧].
وح ش:
قوله تعالى: ﴿وإذا الوحوش حشرت﴾ [التكوير: ٥] الوحوش: جمع وحشٍ. والوحش خلاف الإنس. والحيوانات التي لا خلطة لها بالإنس ولا أنس لها يقال لها الوحش. والوحش أيضًا المكان القفر؛ قال الراغب: يقال: لقيته بوحشٍ إصمت، أي ببلدٍ قفرٍ. فظاهر هذا أن بين هذين الاسمين لمكانٍ خالٍ غير معين. فظاهر عبارة غيره من أهل اللغة أن "وحش" المذكور هو الحيوان المتوحش على الأصل. وإصمت: اسم لمكانٍ بعينه أضيف إليه الوحش. وأنشدوا: [من البسيط]
١٧٩٠ - بوحش إصمت في أصلابها أود
ويقولون: إن إصمت منقول من فعل الأمر مجردًا من ضميرٍ بديل منعه الصرف،