في القربى} [الشورى: ٣٣]. ومن المودة التي تقتضي معنى التمني: ﴿يود أحدهم لو يعمر﴾ [البقرة: ٩٦] ﴿ودوا لوتدهن﴾ [القلم: ٩].
قوله: ﴿ولا تذرن ودًا﴾ [نوح: ٢٣] هو صنم مشهور. قيل: سمي بذلك إما لمودتهم له وإما لا اعتقادهم أن بينه وبين الباري مودة، تعالى عما يقولون علوًا كبيرًا. والود -بفتح الواو- وقد تقدم أنه أدغم. وقال الراغب: يصح أن يكون وتدًا فأدغم، وأن يكون لتعليق ما يشد به أو لثبوته في مكانه، فتصور منه معنى المودة الملازمة، يعني فتكون الدالان أصليتين من هذه المادة.
ود ع:
قوله تعالى: ﴿ما ودعك ربك وما قلى﴾ [الضحى: ٣] أي ما تركك وما خلاك، من توديع المسافر. قيل: والتوديع أصله من الدعة، وهي خفض العيش ورفاهيته، وذلك أنه يدعو للمسافر أن يتحمل الله عنه كآبة السفر، وأن يبلغه الدعة. كما أن التسليم دعاء له بالسلامة، ثم صار ذلك متعارفًا في تشييع المسافر وتركه.
وودعت فلانًا، أي خليته. ويعبر بالوداع عن الموت. وعليه حمل قول الشاعر: [من الكامل]
١٧٩٣ - ودعت نفسي ساعة التوديع
وعن ابن عباسٍ في قوله: ﴿ما ودعك﴾ أي ما قطعك مذ أرسلك. قال: وسمي الوداع وداعًا لأنه فراق ومتاركة. وفي الحديث: "غير مودعٍ ربي ولا مكفورٍ". وقرئ "ما ودعك" مخفف الدال، وهو من الترك أيضًا. ولا يستعمل منه -في المشهور- ماضٍ ولا اسم فاعلٍ بل الأمر والمضارع، نحو: دع هذا، وتدعه. وقد جاء الماضي كهذه القراءة. وأنشدوا: [من الرمل]