إنه من كان من الأولياء لا يؤثر فيه، بل يكون حاله في الآخرة كحال خليل الرحمن في الدنيا حيث ألقي في النار. قال ابن عرفة: الورد عند العرب موافاة المكان قبل دخوله. وقد يكون الورود دخولاً. قال: ويؤيد كونه ليس بدخولٍ حديث عائشة. وقوله تعالى: ﴿إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئلك عنها مبعدون﴾ [الأنبياء: ١٠١]. وقوله: ﴿ولما ورد ماء مدين﴾ أي بلغه. وأنشد لزهير بن أبي سلمى: [من الطويل]

١٨٠١ - فلما وردن الماء زرقًا جمامه وضعن عصي الحاضر المتخيم
قوله: ﴿وبئس الورد المورود﴾ [هود: ٩٨] الورد هو الماء الذي يورد، ويكون للإبل الواردة، ويكون لحمى تجيء كل وقتٍ، ولجزءٍ من القرآن يجعله القارئ له، ولعبادةٍ موظفةٍ له، كل ذلك يسمى وردًا على الاتساع، قوله تعالى: ﴿ونسوق المجرمين إلى جهنم وردًا﴾ [مريم: ٨٦]. قال الأزهري: مشاة عطاشًا كالإبل التي ترد الماء. وقال ابن عرفة: الورد: القوم يردون الماء، فسمي العطاش وردًا لطلبهم ورود الماء، كقولهم: قوم صوم ورود، يعني أنه من باب وقوع المصدر على العين، فلذلك وحد، وفيه نظر لعدم ظهور المصدرية فيه، بل هو اسم جمع كما تقدم.
قوله تعالى: ﴿فأرسلوا واردهم﴾ [يوسف: ١٩] هو الذي يتقدم القوم ليستقي لهم الماء. وشعر وارد، أي بلغ العجز أو المتن. قوله تعالى: ﴿فكانت وردةً كالدهان﴾ [الرحمن: ٣٧] أي صارت حمراء، قال ابن عرفة: سمعت أحمد بن يحيى -يعني ثعلبًا- يقول: هي المهرة تنقلب حمراء، بعد أن كانت صفراء. والورد الأحمر. وأنشد الفرزدق يصف الأسد: [من الكامل]
١٨٠٢ - ألقى عليه يديه ذو قوميةٍ ورد يدق مجامع الأوصال
وقال الأزهري: كلون الورد تتلون ألوانًا يوم الفزع الأكبر كتلون الدهان المختلفة.
والدهان: جمع دهنٍ، وقد تقدم. والورد: الذي يشم، معروف، قيل: سمي لكونه أول ما يرد من ثمار السنة، قاله الراغب. وفي تسميته ثمرًا نظر ظاهر. ويقال لنور كل


الصفحة التالية
Icon