لقوله تعالى: ﴿ورحمتي وسعت كل شيءٍ﴾ [الأعراف: ١٥٦]. وفي الحال لقوله: ﴿لينفق ذو سعةٍ من سعته﴾ [الطلاق: ٧].
قوله: ﴿لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها﴾ [البقرة: ٢٨٦]. الوسع من القدرة ما يفضل عن قدرة المكلف. وفيه تنبيه أنه يكلف عباده ما تنوء به قدرتهم. وقيل: معناه يكلفهم بما يثمر السعة، أي جنةً واسعةً، كقوله: ﴿وجنةٍ عرضها السماوات والأرض﴾ [آل عمران: ١٣٣]. وقيل: معناه لا يكلفها إلا قدر طاقتها. وظاهرها ينفي تكليف ما لا يطاق. والمذاهب فيها قد بيناها في "القول الوجيز".
قوله: ﴿والسماء بنيناها بأييدٍ وإنا لموسعون والأرض فرشناها فنعم الماهدون﴾ [الذاريات: ٤٧ - ٤٨] أي أنها مع سعتها سعةً متزايدةً مفرطةً قوية؛ إن الأيد القوة، وذلك أن من عادة الأجرام المنبسطة إذا تزايدت سعتها وامتدادها ضعفت وتداعت. وما أحسن تلك السعة مع السماوات والمهد مع الأرض! حيث كانت السماوات بقدر الأرض مرارًا خارجةً عن الحصر. ﴿قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهرً﴾ [الإسراء: ٨٨]. وقال الراغب: ﴿وإنا لموسعون﴾ [الذاريات: ٤٧] إشارة إلى نحو قوله: ﴿ربنا الذي أعطى كل شيءٍ خلقه ثم هدى﴾ [طه: ٥٠] ولم أفهم الإشارة المذكورة. وفرس وساع الخطو: عبارة عن شدة عدوها.
وس ق:
قوله تعالى ﴿والليل وما وسق﴾ [الإنشقاق: ١٧] الوسق: جمع الأشياء المتفرقة، والمعنى: وما جمع من الظلم. وقيل: ذاك عبارة عن طوارق الليل. وقال شمر: كل شيءٍ حملته فقد وسقته. ومن أمثالهم: "لا أفعل ذلك ما وسقت عيني الماء" أي ما حملته. وهو عبارة عن الحياة، لأن العين تجمد عند الموت. وقال غيره: الوسق ضمك الشيء إلى الشيء بعضه إلى بعضٍ. ويقال للإبل التي تجمع من تفرقةٍ: وسيقة، ولجامعها واسق. وقد