أبناء جنسه. وقيل: إن هذا وقع في الدنيا حسبما بيناه في التفسير. والوسامة والجمال والحسن كأنه علامة لصاحبه. ومنه وجه وسيم كأنه بمعنى موسومٍ، إلا أنه خص بالملاحة. وقوم وسام، نحو ظريفٍ وظرافٍ. والموسم: المعلم، ومنه: مواسم الحج. ووسموا: شهدوا الموسم، نحو عرفوا: شهدوا عرفة.
والوسمي: ما يسم الأرض من المطر. وتوسمت: تعرفت بالسمة، أو طلبت الوسمي. وفي الحديث: "بئس لعمر الله عمل الشيخ المتوسم والشاب الملوم" يعني المتحلي بسمة الشيوخ والمتلوم الذي يأتي بالقبيح فيجر اللائمة.
وس ن:
قوله تعالى: ﴿لا تأخذه سنة ولا نوم﴾ [البقرة: ٢٥٥] السنة: النعاس. وقيل: مبادئ النوم. وقيل: الغفلة والغفوة. ويدل على كونه من مبادئ النوم قول الشاعر: [من الكامل]

١٨١٤ - وسنان أقصده النعاس فرنقت في جفنه سنة وليس بنائم
ولهذا قال ابن عرفة: السنة: النعاس يبدأ في الرأس، فإذا صار إلى القلب فهو نوم. وإنما جمع بين نفييهما لأنه لا يلزم من نفي أحدهما نفي الآخر، إذ يتصور مجيء النوم دفعةً من غير مبادئ الوسن، ومجيء الوسن دون النوم. فلذلك نفى كل واحد منهما على حدته بدليل تكرير لا. وبهذا يندفع سؤال من يقول: إنه تعالى لو نفى السنة وحدها لاكتفى بذلك موجهًا له بأنه إذا نفي ما هو مقدمة للشيء كان انتفاء ذلك بطريق الأولى لما قدمته لك من تصور وجود أحدهما دون الآخر.
وتوسنها، أي غشيها نائمةً. ويقال: وسن وأسن بالواو والهمز: إذا غشي عليه من ريح البئر. قال الراغب: وأرى أن وسن يقال لتصور النوم لا لتصور الغشيان. انتهى. يعني أنه من الوسن، وهو مبادئ النوم لا من الغشيان الذي يصيب الإنسان من ريح الماء


الصفحة التالية
Icon