وصفهم. وقد كثر ذكر الوصف بمعنى الكذب؛ قال تعالى: ﴿والله المستعان على ما تصفون﴾ [يوسف: ١٨] أي يكذبون. وقوله: ﴿سبحان ربك رب العزة عما يصفون﴾ [الصافات: ١٨٠]. قال بعضهم: فيه تنبيه على أن أكثر صفاته ليس على حسب ما يعتقده كثير من الناس، وأنه تعالى عما يقول الكفار. ومن ثم قال: ﴿وله المثل الأعلى﴾ [الروم: ٢٧].
والأصل في الوصف ذكر الشيء بحليته ونعته. والصفة: الحالة التي يكون عليها الشيء من حليته ونعته. والوصف يكون حقًا وباطلاً. والظاهر أنه والنعت مترادفان. وبعضهم جعل النعت أخص؛ فلا يقال نعت إلا فيما هو محقق بخلاف الوصف. والظاهر الترادف.
وص ل:
قوله تعالى: ﴿ولا وصيلةٍ﴾ [المائدة: ١٠٣] قيل: هي الأنثى التي تولد من الشاة مع ذكرٍ؛ فيقولون: وصلت أخاها، فلا يذبحونها. وقيل: كانت الشاة إذا ولدت ستة أبطنٍ عناقين عناقين، وولدت في السابع عناقًأ وجديًا قالوا: وصلت أخاها، فأحلوا لبنها للرجال وحرموه على النساء؛ قاله أبو بكرٍ. وقال ابن عرفة: كانوا إذا ولدت الشاة ستة أبطنٍ نظروا فإن كان السابع ذكرًا ذبحوه، وأكل منه الرجال والنساء. وإن كانت أنثى تركت في الغنم. وإن كانت أنثى وذكرًا قالوا: وصلت أخاها، فلم يذبحوها، وكان لحمها حرامًا على النساء.
قوله تعالى: ﴿ولقد وصلنا لهم القول﴾ [القصص: ٥١] أكثرنا لهم القول موصولاً بعضه ببعضٍ. وقال ابن عرفة: أنزلناه شيئًا بعد شيءٍ يتصل بعضه ببعضٍ ليكونوا أوعى له. وقوله تعالى: ﴿إلا الذين يصلون إلى قومٍ﴾ [النساء: ٩٠] أي ينتمون إليهم. ومنه الحديث: "من اتصل فأعضوه"، وفي حديث آخر: "أعض إنسانًا اتصل" أي ادعى دعوى الجاهلية. قلت: كان يقال: اعضض هن أبيك، ونحوه. والاتصال: اتحاد