عليه. والأكناف: جمع كنفٍ وهو الجانب؛ يقال: هو في كنفه وظله وزاده وحيزه وجانبه. والمعنى: اللينون جانبًا. وفي حديثٍ آخر: "إنه قال للخراصين: احتاطوا لأهل الأموال في النائبة والوائطة". قال أبو عبيدٍ الهروي: الواطئة: المارة والسابلة، كأنه وصى عليهم لما ينوبهم من الضيفان. وقال أبو سعيدٍ الضرير: هي الوطايا واحداتها وطيئة. وهي تجري مجرى العربية. سميت بذلك لأن صاحبها وطأها لأهله. فهي لا تدخل في الخرص. وقال غيره: الوطيئة: سقاطة التمر لأنها توضع فتوطأ؛ فهي فاعلة بمعنى مفعولةٍ. كقوله: ﴿لا عاصم﴾ [هود: ٤٣]. كما جاء مفعول بمعنى فاعلٍ كقوله: ﴿حجابًا مستورًا﴾ [الإسراء: ٤٥] ﴿كان وعده مأتيًا﴾ [مريم: ٦١]. ولنا فيه كلام في غير هذا.
وفي الحديث: "إن جبريل عليه السلام ﷺ صلى به العشاء حين غاب الشفق واتطأ العشاء" اتطأ افتعل من الوطء. والمعنى: حين يتهيأ العشاء. يقال: وطئت الشيء فاتطأ، أي هيأته فتهيأ. وأراد كل ظلام العشاء. وفي حديث آخر: "لنا ثلاث أكلٍ من طيئةٍ" الوطيئة: الغرارة يوضع فيها الكعك ونحوه.
والوطء: كثر استعماله في الجماع حتى صار كالصريح.
وط ر:
قوله تعالى: ﴿فلما قضى زيد منها وطرًا﴾ [الأحزاب: ٣٧]. الوطر: الحاجة. وقيل: كل حاجة من همتك وقصدك فهي وطر، فكأنه أخص من الحاجة. ومن أحسن ما قيل من فن التجنيس ما أنشدناه قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة لوالده: [من البسيط]
١٨٢١ - لقاء أكثر هذا الناس أوزار | فلا تبال صدوا عنك أو زاروا |
لهم لديك إذا جاؤوك أو طار | فإن قضوها تنحوا عنك أو طاروا |