فقد أباه قبل بلوغ الحنث ذكرًا كان أو أنثى. فأما بعد البلوغ فلا يتم، هذا بالنسبة إلى الحقيقة الشرعية. وأما اليتيم لغة فالانفراد. ومنه: درة يتيمة، لانفرادها عن نظائرها بحسنها. وقال بعضهم: اليتم في الآدميين من فقد الآباء، وفي غيرهم من الحيوانات من قبل فقد الأمات. ومظير يتيمٍ ويتامى أسير وأسارى. ويقال: يتم وييتم يتمًا فهو يتيم. وأنشد: [من الطويل]

١٨٤٧ - وكيد ضباع القف يأكلن جثتي وكيد خراش بعد ذلك ييتم
واليتامى جمع اليتيم واليتيمة. قال تعالى: ﴿في يتامى النساء﴾ [النساء: ١٢٧] وقال الشاعر: [من الرجز]
١٨٤٨ - إن القبور تنكح الأيامى النسوة الأرامل اليتامى
ومثل ذلك المسكين، جمع المسكين والمسكينة. وفي الحديث: «إني امرأة موتمة» أي ذات أيتام. والأصل ميتمة فقلبت الواو لانضمام ما قبلها. وهذه الرواية توافق رأي الأخفش في المحافظة على الضمة وقلب الحرف لأجلها. وقد ذكرنا هذه القاعدة في قوله: ﴿معيشة﴾ [طه: ١٢٤].
قوله تعالى: ﴿وآتوا اليتامى أموالهم﴾ سماهم يتامى بعد البلوغ اعتبارًا بما كانوا عليه، كما يتجوز عن الشيء بما يؤول إليه كقوله: ﴿أعصر خمرًا﴾ [يوسف: ٣٦] وهو إنما يعصر العنب.

فصل الياء والدال


ي د ي:
قوله تعالى: ﴿يد الله فوق أيديهم﴾ [الفتح: ١٠]. واليد تطلق على العقد والعهد. وقيل: يده أيديهم في الثواب. وقيل: في الوفاء. وجاء في التفسير: يد الله


الصفحة التالية
Icon