أي قدرة وطاعة. ومنها القوة، ومنه قوله تعالى: ﴿أولي الأيدي﴾ في القول الثاني. ومنها النعمة. ومنها الملك، ومنها السلطان، ومنها الطاعة، ومنها الأكل؛ يقال: ضع يدك، أي كل. ومنها الندم، ومنه قوله تعالى: ﴿ولما سقط في أيديهم﴾ [الأعراف: ١٤٩] أي ندموا، ومنها الغيظ ومنه قوله تعالى: ﴿فردوا أيديهم في أفواههم﴾ [إبراهيم: ٩] أي اغتاظوا غيظًا عظيمًا. قال ابن مسعود: عضوا على أطراف أصابعهم. وقال غيره: فعلوه حنقًا. وأنشد لصخر الهذلي: [من المتقارب]
١٨٥٢ - قد افنى أنامله أزمه | فأمسى يعض على الوظيفا |
١٨٥٣ - يردون في فيه عشر الحسود
واليد: العصيان، ومنه: جرح فلان تارعًا يده، أي عاصيًا. واليد: الجماعة، ومنه قوله عليه الصلاة والسلام: «وهم يد على من سواهم» أي مجتمعون. يعني أن المسلمين لا يسعهم التجادل، بل يعاون بعضهم بعضًا. ومنها الابتداء بالشيء، ومنه: أعطاني عن ظهر يدٍ، أي ابتداء. واليد: الطريق، ومنه قوله عليه الصلاة والسلام: «فأخذ بهم يد البحر» أي طريق الساحل.
واليد: الصدقة، ومنه قولفه عليه الصلاة والسلام: «أسرعكن لحوقًا أطولكن يدًا» أي أكثر صدقة، فكانت سودة. وكانت تحب الصدقة.
وهذه المعاني التي ذكرها إنما هي بطريق اللازم أو التجوز. ووجه ذلك كله ظاهر، فلا حاجة إلى الإطالة معه في البحث. وأصل اليد للجارحة، وأصلها يدي أو يدي -بسكون العين وفتحها- ويجمح على أيدٍ. قال تعالى: ﴿أم لهم أيدٍ يبطشون بها﴾