قوله: ﴿إذ تلقونه بألسنتكم﴾ [النور: ١٥] أي يرويه بعضكم لبعضٍ، والأصل تتلقونه. وقرأت عائشة رضي الله عنها "تلقونه" من الولق وهو الكذب وما أحسن هذه القراءة منها رضي الله عنها. وقيل: معنى تلقونه، أي تقبلونه؛ من تلقيت الشيء لقوله:} فتلقى آدم من ربه كلماتٍ ﴿.
قوله:﴾
وما يلقاها إلا الذين صبروا ﴿[فصلت: ٣٥] أي لا يوفق لها. وقيل: لا يعلمها ويلهمها.
قوله:﴾
فلا تكن في مريةٍ من لقائه ﴿[السجدة: ٢٣] أي أنك ستلقاه في الآخرة. وقيل: تلقى موسى ليلة الإسراء، وقيل: لقاء موسى لربه.
قوله:﴾
فالتقى الماء ﴿[القمر: ١٢] أي ماء السماء وماء الأرض المعنيين بقوله:﴾ بماءٍ منهمرٍ ﴿[القمر: ١١] قوله:﴾ وفجرنا الأرض عيونًا ﴿[القمر: ١٢] قال بعضهم: أراد به التثنية أي الماءان، ولا حاجة إلى ذلك لقصد الجنس.
قوله:﴾
فالملقيات ذكرًا {[المرسلات: ٥] قيل: هم الملائكة يتلقون الذكر من ربهم إلى أنبيائه كجبريل. وقيل: الملائكة الذين ينزلون بالقرآن من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في سماء الدنيا، ثم نزل منجمًا على نبينا محمد ﷺ في ثلاث وعشرين سنًة، وقيل: الذين ينزلون بأوامر الله ونواهيه، وقيل: هم العلماء، وكل ذلك جائز. وفي الحديث: "نهى عن تلقي الركبان ثم استقبالهم وإخبارهم بكساد ما معهم ليشتري منهم برخً". وقيل غير ذلك. وفي الحديث: "دخل أبو قارظٍ مكة فقالت قريش: حليفنا وعضدنا وملتقى أكفنا" أي التقت يدنا بيده في الحلف. وفي الحديث: "وأخذت ثيابها فجعلت لقًى" أي مطرحًة لا يعبأ بها.


الصفحة التالية
Icon