وكقوله: [من الخفيف]
١٤٩٣ - إن ليتًا وإن لوًا عناء
والليت -بكسر اللام -عرقٌ في العنق، قال: [من الطويل]
١٤٩٤ - تلفت نحو الحي حتى وجدتني | وجعت من الإصغاء ليتًا وأخدعا |
قوله تعالى: ﴿ليس مصروفًا عنهم﴾ [هود: ٨] ليس: فعلٌ ناقصٌ ملازم النقص، وزعم أبو علي أنه حرفٌ. ويعمل عمل «كان» ولا يتصرف، وله أحكامٌ كثيرةٌ، ولعدم تصرفه وشبهه بالحرف لم يلتزم معه نون الوقاية كلزومها مع غيره، كقوله: [من الرجز]
١٤٩٥ - عددت قومي كعديد الطيس | إذ ذهب القوم الكرام ليسي |
وتدخل عليها الهمزة فتفيد التقرير كقوله تعالى: ﴿أليس الله بكافٍ عبده﴾ [الزمر: ٣٦] أي، الله كافيه. وهذا لا خصوصية له بـ «ليس» بل كل استفهامٍ دخل على نفيٍ قرره، نحو: ﴿ألن يكفيكم﴾ [آل عمران: ١٢٤] ﴿ألم نشرح﴾ [الشرح: ١] وقال ابن عباس في قوله تعالى: ﴿ألست بربكم قالوا بلى﴾ [الأعراف: ١٧٢] لو قالوا نعم لكفروا. وفهي بحثٌ حسنٌ حققناه في موضعه، وقد تقدم أن بعضهم زعم أن «لات» أصلها «ليس» وليس بشيءٍ.