التوسعة في النعمة. قوله: ﴿ولكم في الأرض مستقرٌ ومتاعٌ إلى حين﴾ [البقرة: ٣٦] تنبيهٌ على أن لكل إنسان من الدنيا تمتع مدةٍ معلومةٍ. قوله: ﴿إلا رحمةً منا ومتاعًا إلى حين﴾ [يس: ٤٤] أي لابد لهم من حينٍ يموتون فيه بعد إنجائنا إياهم من الغرق وتمتيعنا لهم في الدنيا بضروب النعم، وقد غرق بعضهم ثم نجا فهنئ بالسلامة، فأنشد [من الوافر]
١٥٠٠ - ولم أسلم لكي أبقى ولكن | سلمت من الحمام إلى الحمام |
قوله: ﴿فاستمتعوا بخلاقهم﴾ [التوبة: ٦٩] أي انتفعوا بنصيبهم من الدنيا. وقال الفراء: رضوا به عن نصيبهم في الآخرة.
قوله: ﴿ابتغاء حليةٍ أو متاعٍ﴾ [الرعد: ١٧] أي مثل الحديد والنحاس والرصاص وسائر الجواهر المنطبعة لكثرة انتفاعهم بها سفرًا وحضرًا وطول بقائها. وفي الحديث: «حرم شجر المدينة ورخص في الهش ومتاع الناضح» أراد به أداة الرحل ونحوه التي تؤخذ من الشجر.
وقولهم: شرابٌ ماتعٌ قيل: معناه أحمر. والظاهر أن الحمرة ليست من خصوصية ذلك بل المراد بالماتع المائع وإنما ذكروا الحمرة لأنها في الغالب دالةٌ على جودته وقوة الانتفاع به وقالوا: حبلٌ ماتع أي قوي. وأنشد: [من الطويل]
١٥٠١ - وميزانه في سورة البر ماتع