المدعو بالغنم التي ينعق بها وداعيها بالناعق بالغنم فأجمل وراعى مقابلة المعنى دون مقابلة الألفاظ. وبسط ذلك وشرحه: ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بالغنم، ومثل الغنم التي لا تسمع إلا دعاءً ونداءً. وفيه تقديراتٌ أخر حررناها في «الدر» وغيره.
قوله: ﴿وقد خلت من قبلهم المثلات﴾ [الرعد: ٦] أي النقمات، الواحدة مثلةٌ. وقرئ بسكون العين، وهو مطردٌ كعضد في عضد. والمثلة: نقمةٌ تنزل بالإنسان فيجعل مثالًا يرتدع به غيره كالنكال. وقيل: المَثْلةُ هي المُثْلةُ بضم الفاء وسكون العين. وقد قرئ المثلات جمعًا له. وقال ابن اليزيدي: المثلات: الأمثال والأشباه.
قوله: ﴿ومضى مثل الأولين﴾ [الزخرف: ٨] أي قصصهم وعقوبتهم. قوله: ﴿مثل الذين كفروا بربهم﴾ [إبراهيم: ٢١٨] ﴿ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل﴾ [الفتح: ٢٩] ﴿ولما يأتكم مثل الذين خلوا﴾ [البقرة: ٢١٤] كل ذلك بمعنى الصفة، ويجوز أن يكون على بابه لما في ذلك من الغرابة.
قوله تعالى: ﴿وخلقنا لهم من مثله ما يركبون﴾ [يس: ٤٢] أي من مثل السفن. ويعني بذلك الإبل، وذلك أنها في حملها الأشياء الثقيلة وصبرها على عدم الماء والعلف كالسفن، ولذلك تسميها العرب «سفن البر».
قوله تعالى: ﴿ومثلهم معهم﴾ [ص: ٤٣] أي أنه تعالى أحيا من مات من ولد أيوب عليه السلام ورزقه مثلهم زيادةً.
قوله تعالى: ﴿ما هذه التماثيل﴾ [الأنبياء: ٥٢] الواحد تمثالٌ. وهي صورةٌ تجعل على شكل من يرون حكاية صورته وشكله، والمراد هنا الأصنام. وقوله: ﴿من محاريب وتماثيل﴾ [سبأ: ١٣] قيل: هي صور الأنبياء، وكان التصوير في شرعه عليه الصلاة والسلام مباحًا، فأمر الجن أن يصوروا مثل صور الأنبياء لتذكر الناس أفعالهم فيعملون بعملهم. وكذا كان زمن نوحٍ عليه السلام. يقال: إن ودًا وسواعًا ويغوث ونسرًا كانوا قومًا صالحين. فلما ماتوا صوروا صورهم ليتذكر الناس بهم. فلما طال الزمان وحدث خلفٌ جاء إبليس فقال لهم: إن آباءكم الأقدمين كانوا يعبدون هؤلاء. وعبدها