ولئن صبرتم لهو خيرٌ للصابرين} [النحل: ١٢٦] فصبر عليه الصلاة والسلام واحتسب وفدى وعفا.
وفي الحديث: «من مثل بالشعر فليس له خلاقٌ عند الله» قيل: هو حلقه من الخدين. وقيل: هو خضابه بالسواد.
فصل الميم والجيم
م ج د:
قوله تعالى: ﴿ذو العرش المجيد﴾ [البروج: ١٥] أي الواسع الكرم والجلالة. والمجد: السعة في الكرم والتزايد في الجلالة؛ يقال: مجد يمجد فهو ماجدٌ مجيدٌ. ومجيدٌ أبلغ لأنه من صيغها.
ومجد مجدًا ومجادةً، وأصله من مجدت الإبل: حصلت في مرعىً كثيرٍ واسعٍ وقد أمجدها الراعي: جعلها في ذلك. وتقول العرب: في كل شجرٍ نارٌ، واستمجد المرخ والعفار أي، يجري السعة في بذل الفضل المختص بذلك النوع. ويروى: واستمجد -بصيغة الماضي -المرخ فاعلٌ بمعنى استكثر، أي النار.
وقيل: المجيد: الشريف. ورجلٌ ماجدٌ: مفضالٌ كثير الخير.
قوله: ﴿والقرآن المجيد﴾ [ق: ١] وصف بذلك لكثرة ما يتضمن من المكارم الدنيوية والأخروية، ولذلك وصف بالكريم. وقرئ قوله: ﴿ذو العرش المجيد﴾ بجر المجيد ورفعه؛ فالجر على أنه نعتٌ للعرش لعظمه وجلالة قدره وسعة خلقه، وإليه أشار عليه الصلاة والسلام بقوله: «ما الكرسي في جنب العرش إلا كحلقة ملقاة في أرض فلاةٍ» وعليه قوله: ﴿رب العرش العظيم﴾ [التوبة: ١٢٩] والرفع على أنه نعتٌ للودود وذلك لسعة فيضه وكثرة جوده. والتمجيد من العبد لله بالقول وذكر الصفات الحسنة، ومن الله للعبد بإعطائه الفضل.