التطلع لما في أيديهم من زخارف الدنيا وتقليب التجارات والأولاد وغير ذلك. والمراد أمته عليه الصلاة والسلام؛ عبر بالإعراض عن زينة الدنيا المنهي عنها عن مد الطرف إليها، فإن من أعجبه شيءٌ أتبعه نظره.
والمد: مكيالٌ معروفٌ لأنه يكال به ما فيه مدد الناس وحياتهم.
م د ن:
قوله تعالى: ﴿وجاء من أقصى المدينة رجلٌ﴾ [يس: ٢٠] المدينة: البلدة التي كثر سكانها. مدن بالمكان: إذا أقام، ووزنها فعيلةٌ، وقد تقدم أن بعضهم جعلها مفعلة فالميم مزيدةٌ.
والمدينة -أيضًا -الأمة، والمدين: العبد، وقد تقدم شرح ذلك مستوفى في باب الدال فأغنى عن إعادته هنا.

فصل الميم والراء


م ر أ:
قوله تعالى: ﴿واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه﴾ [الأنفال: ٢٤] المرء: الرجل، والأنثى: المرأة والأفصح فتح ميمه مطلقًا، وعليه جاء التنزيل، وفيه لغيةٌ إتباع الفاء اللام في حركات إعرابها فيقال: هذا مرءٌ -بضم الميم. وممرت بمرءٍ -بكسرها -ويجوز تسكين فائها في حركات الإعراب، وعليه جاء التنزيل كقوله تعالى: ﴿إن امرؤٌ هلك﴾ [النساء: ١٧٦] ويقال: رأيت امرأً ومررت بامرئٍ، وفيه لغةٌ؛ فتح عينه مطلقًا.
والمروءة: كمال الرجولية، وقيل: هي مشتقةٌ من لفظ المرء، كالرجولة مشتقةٌ من لفظ الرجل؛ والفتوة من لفظ الفتى. وهي الفاظٌ محصورة لا تنقاس كالأخوة والأبوة. فهذه مصادر لا أفعال لها. وشذ جمع المرء سلامةً؛ ومن كلام الحسن البصري في بعض عظاته: «أحسنوا ملأكم أيها المرؤون» أي أخلاقكم. والملأ: الخلق، والملأ -أيضًا -القوم الأشراف. ومن كلام رؤبة بن العجاج: [من المنسرح]


الصفحة التالية
Icon