ونغل قلبه. وقال -صلى الله عليه وسلم -: «أي داء أدوأ من البخل؟» واستعير ذلك من قولهم: شمسٌ مريضةٌ، أي غير مضيئةٍ لعارض عرض لها.
والتمريض: القيام على المريضٍ، وحقيقته إزالة المرض، كالتقذية: إزالة القذى، وقيل: في قلوبهم شك، وقيل: ظلمةٌ. وأنشد: [من البسيط]

١٥١٧ - وليلةٍ مرضت من كل ناحيةٍ فما يحس بها شمسٌ ولا قمر
وفلانٌ يمرض القول، أي لا يصححه. وقال ابن عرفة: المرض في القلوب فتورٌ عن الحث، وفي الأبدان فتورٌ عن الأعضاء، وفي العيون عن النظر.
[م ر و]: قوله تعالى: ﴿إن الصفا والمروة﴾ [البقرة: ١٥٨].
م ر ي:
قوله تعالى: ﴿فلا تك في مرية﴾ [هود: ١٠٩] قيل: الشك، وقال آخرون: المرية: التردد في الأمر، وهو أخص من الشك، قال الراغب: وفيه نظرٌ؛ فإن الشك تردد أيضًا مع تساوي الطرفين.
قوله: ﴿ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون﴾ [مريم: ٣٤] هو يفعلون من المرية أي يشكونه. قوله تعالى: ﴿فلا تمار فيهم إلا مراءً ظاهرًا﴾ [الكهف: ٢٢] أي لا تجادل وتحاجج. والامتراء والمماراة، المحاججة فيما فيه مريةٌ. قيل: وأصل ذلك من: مريت الناقة: مسحت ضرعها للحلب.
قوله: ﴿أفتمارونه على ما يرى﴾ [النجم: ١٢] أي أفتجادلونه مجادلة الشاكين المتحيرين لا الكائنين على بصيرةٍ فيما تخاصمون فيه. وقرئ ﴿أفتمرونه﴾، وفسرت بالجحود، أي أفتجحدونه؟ والمراد: المجادلة، قال الشاعر: [من الطويل]


الصفحة التالية
Icon