وقد التزم ابن جرير في تفسيره ذكر الروايات بأسانيدها - إلا أنه في الأعم الأغلب لا يتعقب الأسانيد بتصحيح ولا تضعيف، لأنه كان يري كما هو مقرر في أصول الحديث أن من أسند إليك فقد حمّلك البحث عن رجال السند... فهو بعمله هذا قد خرج من العهدة.
كذلك ينكر الطبري على أصحاب الرأي، ولا يزال يشدد على ضرورة الرجوع إلي العلم المنقول عن الصحابة والتابعين، ويري أن ذلك وحده هو علاقة التفسير الصحيح.
كما يلاحظ أن الطبري يكثر من رواية الإسرائيليات، ولكن كثيرا ما يتعقب هذه الروايات بالنقد والتمحيص.
كما أنه كان يعرض عن ذكر ما لا فائدة في تعيينه، فمثلا: عند الكلام على قوله تعالى: إِذْ قالَ الْحَوارِيُّونَ يا عِيسَي ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّك أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً [المائدة: ١١٢] (يعرض لذكر ما ورد من الروايات في نوع الطعام الذي نزلت به المائدة ثم يعقب على هذا بقوله: (والصواب من القول فيما كان على المائدة أن يقال: كان عليها مأكول، وجائز أن يكون سمكا وخبزا، وجاز أن يكون ثمرا من الجنة، وغير نافع العلم به، ولا ضار الجهل به، إذا أقرت إلي الآية بظاهر ما احتمله التنزيل).
كما اهتم ابن جرير في تفسيره بذكر القراءات المختلفة، ويردّ الشاذ منها، ولقد كان في عصره يعتبر من أبرز أئمة القراءات.
كما أنه كثيرا ما يحتكم في تفسيره إلي كلام العرب وأشعارهم، لأنه يعلم أن كلام العرب ودواوينها هي وعاء العربية الفياض فلا بد من الرجوع إليه في التفسير.
كما ظهر من خلال التفسير طول باع ابن جرير في علم العقيدة، ومعرفته