البخاري ومسلم والنسائي والترمذي وأحمد وأبي داود وابن جرير وابن أبي حاتم وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا وغيرهم ممن تقدمه، وهو رجل مغرم بالجمع وكثرة الرواية، ومع جلالة قدره ومعرفته بالحديث وعلله لم يتحر الصحة فيما جمع في هذا التفسير، وإنما خلط فيه بين الصحيح والعليل... ولكن مع ذلك يعتبر كتاب الدر المنثور هو الوحيد الذي اقتصر على التفسير بالمأثور فلم يخلط بالروايات شيئا من عمل الرأي كما فعل غيره (١).
[٧] الجواهر الحسان في تفسير القرآن: لعبد الرحمن بن محمد الثعالبي ٨٧٦ هـ:
وهو عبارة عن تلخيص للمحرر الوجيز - تفسير ابن عطية - مع بعض الفوائد والزيادات، ومما يدل على ذلك قوله في أول الكتاب: (... فقد ضمنته بحمد الله المهم مما اشتمل عليه تفسير ابن عطية وزدته فوائد جمة من كتب الأئمة وثقات أعلام هذه الأمة حسبما رأيته أو رويته..). وقال في أخره: (أودعته بحمد الله جزيلا من الدرر، وقد استوعبت بحمد الله مهمّات ابن عطية، وأسقطت كثيرا من التكرار.. وزدت من غيره جواهر ونفائس...).
والثعالبي يذكر الآثار والروايات بدون أن يذكر سنده إلي من يروي عنه ويعقّب على المرويات الإسرائيلية بما يفيد عدم صحتها، وجملة القول: فإنه كتاب مفيد جامع لخلاصات كتب مفيدة وليس فيه ما في غيره من الحشو المخل والاستطراد المملّ (٢).
(٢) المرجع السابق، ١/ ٢٣٨، ٢٥٢، بتصرف.