وقال بعضهم في تفسير آية الكرسي: مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ [البقرة: ٢٥٥] معناه (من ذل) من الذل، (ذي) إشارة إلي النفس (يشف) من الشفاء، (ع) أمر من الوعي (١).
وقال بعضهم أيضا في قوله تعالى: وإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [العنكبوت: ٦٩] فسر لَمَعَ فجعلها فعلا ماضيا من اللمعان بمعنى أضاء والمحسنين مفعوله.
وقال السلمي عند قوله تعالى: وهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وجَعَلَ فِيها رَواسِيَ [الرعد: ٣].
قال بعضهم: هو الذي بسط الأرض وجعل فيها أوتادا من أوليائه وسادة من عبيده فإليهم الملجأ وبهم النجاة فمن ضرب في الأرض يقصدهم فاز ونجا ومن كان بغيته لغيرهم خاب وخسر (٢).
ويدعون أن جعفر الصادق قال في قوله تعالى: فِيها فاكهَةٌ والنَّخْلُ ذاتُ الْأَكمامِ (١١) [الرحمن: ١١] جعل الحق تعالى في قلوب أوليائه رياض أنسه فغرس فيها أشجار المعرفة، أصولها ثابتة في أسرارهم وفروعها قائمة بالحضرة في المشهد فهم يجنون ثمار الأنس في كل أوان (٣).
وقال أبو محمد الشيرازي في تفسير قوله تعالى: لَيْسَ عَلَي الضُّعَفاءِ ولا عَلَي الْمَرْضي ولا عَلَي الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ حَرَجٌ [التوبة: ٩١] وصف الله زمرة من أهل المراقبات ومجالس المحاضرات والهائمين في المشاهدات والمستغرقين في بحار الأزليات الذين أنحلوا جسومهم بالمجاهدات وأمرضوا نفوسهم بالرياضات وأذابوا قلوبهم بدوام الذكر وجولانها في الفكر وخرجوا بعقائدهم الصافية عن الدنيا الفانية بمشاهدته الباقية، بأن رفع عنهم بفضله
(٢) حقائق التفسير ص ١٣٨.
(٣) المرجع السابق ص ٣٤٤.