كان قد قذف من زني في نفس الأمر، لأنه أخبر بما لا يحل له الإخبار به وتكلف ما لا علم له به والله أعلم (١).
ومن خلال هذه الآثار يتبين لنا خطورة الاجتراء على تفسير القرآن بغير علم، وهذا كله محمول بالطبع على ما لا علم للإنسان فيه من معاني القرآن فأما ما كان يعرفه لوضوح دلالته أو لأنه تعلمه وقرأه فيكون الكلام به من أفضل القرب لأنه تبيين وبلاغ.
وأجدر الناس بالتورع عن الاجتراء على القول بغير علم في تفسير القرآن هم طلبة العلم، ولكن للأسف قد يحدث العكس، ففي إطار الجدل بحثا عن إرضاء النفس وإظهار قدراتها قد يثور الجدل في مسألة تفسيرية أو غيرها ويجترئ أكثرنا بدون علم.
وصدق من قال: إن أكثر أهل زماننا - الآن - يجترئ الواحد منهم على القول في المسألة، وربما تكون نفس المسألة لو سئل فيها عمر بن الخطاب لجمع لها أهل بدر - يعني أكابر الصحابة، ولنحرص يا طلاب العلم على تعليم الناس هذا الورع فقد يأتيك اثنان يختصمان إليك في معنى آية وهذا يقول أنا قلت كذا والآخر يقول وأنا قلت كذا، وقبل أن تجيبهما إن كنت تعلم الجواب، بين لهما خطورة الأمر وأنه لا يحق لهما المجادلة في كتاب الله عز وجل، وأن يقول الواحد تفسيرا بغير علم ثم يلتمس له دليلا من العلماء فإن وافق كلام العلماء شعر بتحقيق النصر وإلا فلا.
والأمر كما أسلفنا من كلام شيخ الإسلام هو آثم وإن وافق قوله الصواب، طالما قد صدر عنه بغير علم وكانت منه رمية بغير رام. والله المستعان.