فسألوا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فنزلت الآية، فليس لأحد أن يترك الطواف بينهما (١).
فلو لم يعرف المفسر أسباب النزول سوف تختلط عليه مثل هذه الآيات، فلا بد إذن من استجماع هذا الأصل قبل التفسير.
كما يلزم المفسر أن يعلم أن العبرة بعموم اللفظ وليس بخصوص السبب على الراجح من كلام أهل العلم، لاحتجاج الصحابة وغيرهم في وقائع بعموم آيات نزلت في أسباب خاصة: وهذا هو المناسب لاستمرارية أحكام القرآن (٢).
بعد: فهذه أهم الأصول التي لا بدّ للمفسر أن يعتمد عليها في تفسير كتاب الله - عز وجل - حتى يأمن العثار والشطط، ومن مكملات أصول التفسير معرفة مناهج المفسرين، وقد أشار إلي هذا الأصل الشيخ الدكتور/ لطفي الصباغ - أكرمه الله - قال: «فإذا اطّلع من يتصدي للتفسير على هذه الاتجاهات المختلفة، وعرف الجوانب الإيجابية فيها، استطاع أن يفيد منها في عمله» (٣)، أي في التفسير.
وفي المباحث التالية سنعرض - بإذن الله - لمناهج المفسرين على سبيل الإيجاز والاختصار لتكمل الأصول وتقترب الصورة من التمام عند من يريد التصدي للتفسير.
(٢) الإتقان ١/ ٩٠٠١٩.
(٣) بحوث في أصول التفسير ص ٣٢٣.