الأقوال المختلفة في التأويل، أن ينظر في المختلف فيه:
١ - فإن كان المختلف فيه أمرا، أو نهيا عقليا، فزع في كشفه إلي الأدلة العقلية، وقد حثّ الله على ذلك في قوله: كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ، لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ، ولِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ (١).
٢ - وإن كان المختلف فيه أمرا شرعيا، فزع في كشفه إلي آية محكمة، أو سنة مبيّنة.
٣ - وإن كان من الأخبار الاعتقادية، فزع فيه إلي الحجج العقلية.
٤ - وإن كان من الأخبار الاعتبارية، فزع فيه إلي الأخبار الصحيحة، المشروحة في القصص (٢).
الثاني: هو الإمام أبو البقاء الكوفي.
قال في كتابه القيم «الكليات» عن التفسير والتأويل:
«التفسير والتأويل: قيل هما واحد، وهو كشف المراد عن المشكل.
وقيل: التأويل: بيان أحد محتملات اللفظ.
والتفسير: بيان مراد المتكلم.
وقيل: التأويل: ما يتعلق بالدراية.
والتفسير: ما يتعلق بالرواية.
وعند الراغب الأصفهاني: التفسير أعمّ من التأويل. وأكثر استعمال التفسير في الألفاظ ومفرداتها، وأكثر استعمال التأويل في المعاني والجمل. وأكثر استعمال التأويل في الكتب الإلهية، والتفسير يستعمل فيها وفي غيرها.
وقال أبو منصور الماتريدي: التفسير: القطع على أنّ المراد من اللفظ
(٢) مقدمة «جامع التفسير» للإمام الراغب الأصفهاني بتحقيق أستاذنا الدكتور أحمد فرحات: ٤٧ - ٥١ بتصرف يسير للتوضيح.