وهذه الآيات النازلة في نقض مثل الكفار «أحسن تفسيرا». أي: هي أحسن بيانا وتوضيحا وكشفا وعرضا وحجاجا وجدالا.
وأفعل التفضيل هنا «أحسن» ليس علي ظاهره. فهو لا يدل علي انّ آيات القرآن النازلة أحسن تفسيرا وبيانا من المثل الذي يأتي به الكفار. لأنه لا تجوز المقارنة أصلا بين شبهة الكفار، وبين نقض القرآن لها، ولا نمدح القرآن عند ما نقول إنه أحسن بيانا من كلام الكفار. وقديما قال الشاعر:
ألم تر أنّ السّيف ينقص قدره... إذا قيل: هذا السّيف أمضي من العصا
إنّ أفعل التفضيل هنا «وأحسن تفسيرا» للمبالغة في الثناء علي آيات القرآن، وبيان فضلها في ذاتها، وحسنها في تفسيرها وبيانها.
إن كلمة التفسير في الجملة: «وأحسن تفسيرا» بمعني: البيان والتوضيح والكشف والإظهار.
وهي تقرر حقيقة قرآنية قاطعة: إنّ الأدلة والبراهين والحجج والحقائق القرآنية هي أحسن تفسيرا وبيانا وعرضا وتوضيحا، وهي الكفيلة بدحض ونقض أباطيل وشبهات الكفار، وعلي المسلمين فهمها واستيعابها.
واستخدامها في مواجهة أعدائهم، ليتمكنوا من إفحامهم.