حال. فأما العبور فيختص بتجاوز الماء.
والتعبير مختصّ بتعبير الرؤيا، وهو العابر من ظاهرها إلي باطنها: إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ.
والتعبير أخصّ من التأويل. لأنّ التعبير لا يطلق إلا علي تعبير الرؤيا.
أما التأويل فيستعمل في تعبير الرؤيا وتأويلها، ويستعمل في غيرها» (١).
إنّ الذي يؤوّل الرؤيا ويعبرها، كأنه يعبر من ظاهرها الذي يراه النائم أثناء نومه، إلي باطنها، وهو صورتها الفعلية الواقعية، التي ستتحقّق لها في ما بعده في الواقع.
وهذا عبور وتجاوز منه، من ظاهرها المنامي، إلي باطنها الحقيقي الواقعي.
تعبير الرؤيا: عبور بها من الظاهر المنامي إلي الباطن الواقعي.
وتأويل الرؤيا: ردّ صورتها الظاهرية المنامية، إلي حقيقتها المادية الواقعية، ورجوع بها الي حقيقتها، وانتهاء بها إلي نهايتها الحسية، وبيان انطباقها علي الواقع، وذكر مآلها ومصيرها.
النائم في منامه يري رؤيا، وهذه الرؤيا وعد أو وعيد من الله، أو إشارة وتنبيه وإرشاد منه.
وهذا الوعد أو الوعيد نظري، ولا بد أن يكون له غاية مرادة منه، وواقع يتحقّق فيه، ونهاية فعلية ينتهي إليها.
فالمؤوّل عند ما يؤوّل الرؤيا يفهم إشارتها، ويعلم المراد منها، وعند ذلك يردّها إلي هذه الغاية الفعلية، ويذكر لصاحبها ما سيحدث له في المستقبل.
وتأويله النظري لها، وذكره لما ستكون عليه في المستقبل، وعد عد أو وعيد بما سيقع لصاحبها من أحداث.