يكون، ليكون، ليعرف الأحكام التي يقررها القرآن، والواجبات التي أوجبها الله عليه في القرآن ليلتزمها، والمنهيات التي نهاه الله عنها في القرآن ليتجنبها.
المؤمن يفعل ذلك ليتعرف علي أسس الدعوة في القرآن، لينطلق من خلال القرآن داعيا إلي الله، ناصحا للمسلمين، ناشرا لهدي القرآن، بشيرا ونذيرا، آمرا بالمعروف، ناهيا عن المنكر، متحديا للباطل، مواجها للكافر، مجاهدا للأعداء، جنديا من جنود القرآن.
وإذا كان هذا المؤمن صاحب علم وفقه، وطالب فائدة وبحث، فإنه في تدبّره للقرآن، ونظره في سوره وآياته، يحقق ما سبق ذكره، ويؤديه ويلتزمه، ويجعل حياته وقفا علي تحقيقه، ثم يضيف إليه أهدافا أخرى سامية، وأغراضا رفيعة عالية.
إنه يتدبر القرآن، ويمعن النظر فيه، ليتعرف علي أسلوبه وبيانه، ويتذوق بلاغته وفصاحته، ويقف علي أسرار ومظاهر إعجازه، وأساليب بيانه، وروعة كلماته وتعبيراته.
إنه يعيش مع بيان القرآن، وأسلوب القرآن، وحديث القرآن، ومفردات القرآن، ومصطلحات القرآن، وموضوعات القرآن، ومعاني القرآن، وحقائق القرآن.
إنه مع القرآن في أوقاته وساعاته، في ليله ونهاره، في مشاعره وتطلعاته، في نظراته وعباراته.
والقرآن الكريم كتاب الله العظيم، وكلامه المعجز، أنفس ما تنفق فيه الأوقات، وتوجّه له النظرات، وتقضي فيه الأعمار، وتدور معه الأفكار.
رحم الله الاستاذ سيد قطب حيث يقول في أول جملة من «الظلال»: «الحياة في ظلال القرآن نعمة، نعمة لا يعرفها إلا من ذاقها، نعمة ترفع


الصفحة التالية
Icon