٧ - قولُه تعالى: ﴿لاَ يُسْمِنُ وَلاَ يُغْنِي مِنْ جُوعٍ﴾؛ أي: هذا الشِّبْرِقُ اليابسُ الذي يأكلونَه في النار لا يُسْمِنُ آكليه، ولا يسدُّ رَمَقَ جوعِهم.
٨ - قولُه تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ﴾؛ أي: ووجوهٌ في يوم الغاشيةِ قد ظهرَ عليها الحُسْنُ والبهاءُ الذي يكون من أثَرِ النعيم، وهذه وجوهُ المؤمنين.
٩ - قولُه تعالى: ﴿لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ﴾؛ أي: لعمَلِها الذي عملَته في الدنيا حامدةٌ غير ساخِطة، وذلك لما وجدتْ من الثوابِ عليه.
١٠ - ١١ - قولُه تعالى: ﴿فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ *لاَ تَسْمَعُ فِيهَا لاَغِيَةً﴾؛ أي: هذه الوجوهُ المؤمنة في بساتين مرتفعة، لا تسمعُ في هذه الجنَّةِ العاليةِ كلمةَ باطل (١)؛ لأنَّ الجنة طيبةٌ، طيِّبٌ ما فيها، وهي دارُ سلامٍ وأمنٍ دائمٍ.
١٢ - ١٦ - قولُه تعالى: ﴿فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ *فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ *وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ *وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ *وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ﴾؛ أي: في هذه الجنةِ العالية من جنسِ عينِ الماءِ، تجري على أرضِها من غير أُخدودٍ، وفيها السُّرُرُ مرتفعةٌ وعاليةٌ يجلسون عليها ويضطَجِعون، لينظروا ما حولَهم من النعيم، وفيها
_________
(١) قال الطبري: «وقوله: ﴿لاَ تَسْمَعُ فِيهَا لاَغِيَةً﴾ يقول: لا تسمعُ هذه الوجوه؛ المعنى لأهلها، فيها: في الجنة العالية لاغية؛ يعني باللاغية: كلمة لَغْوٍ، واللَّغْوُ: الباطلُ، فقيلَ للكلمة التي هي لَغْوٌ: لاغية، كما قيل لصاحب الدِّرع: دارع، ولصاحب الفَرَس: فارس، ولقائل الشعر: شاعر. وكما قال الحُطَيئة:

أغَرَرْتَنِي وَزَعَمْتَ أَنَّـ ـك لابِنٌ بالصَّيْفِ تَامِرْ
يعني: صاحبَ لَبَنٍ، وصاحبَ تمر.
وزعم بعض الكوفيين [هو الفراء] أن معنى ذلك: لا تسمع فيها حالفةٌ على الكذب، ولذلك قيل: لاغية. ولهذا الذي قال مذهبٌ ووجه، لولا أن أهلَ التأويل من الصحابة والتابعين على خلافه، وغير جائز لأحدٍ خلافُهم فيما كانوا عليه مجتمعين»
. ثمَّ ذكر الرواية عن ابن عباس من طريق العوفي، قال: «لا تسمع أذى ولا باطل»، ومجاهد من طريق ابن أبي نجيح: «شتماً»، وقتادة من طريق سعيد ومعمر: «لا تسمع فيها باطلاً ولا شتماً».


الصفحة التالية
Icon