٣ - قولُه تعالى: ﴿وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ﴾: ويقسمُ ربُّنا بما هو شَفْعٌ، وما هو وَتْرٌ؛ كالعاشر من ذي الحِجَّة: يوم النَّحر، والتاسعِ من ذي الحِجَّة: يوم عَرَفَة (١).
٤ - قولُه تعالى: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ﴾: ويقسمُ ربُّنا باللَّيلِ إذا ذهبَ وسَار (٢).
٥ - قولُه تعالى: ﴿هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حْجِرٍ﴾: يقولُ تعالى: هل فيما أقسمتُ به من هذه الأمورِ مَقْنَعٌ لصاحبِ عقل (٣)؟، والمعنى: إنَّ هذه
_________
(١) وقعَ خلافٌ في المراد بالشفع والوتر عند السلف على أقوال، منها:
الأول: الشفعُ يوم النحر، والوترُ يوم عَرَفَة، وهو قول ابن عباس من طريق زرارة بن أبي أوفى وعكرمة، وعكرمة من طريق عبيد الله وعاصم الأحول وسعيد الثوري وقتادة، والضحاك من طريق أبي سنان وعبيد.
الثاني: الشفع: الخَلْق، والوتر: الله، وهو قول ابن عباس من طريق العوفي، ومجاهد من طريق ابن أبي نجيح وابن جريج وأبي يحيى وجابر، وأبي صالح من طريق إسماعيل بن أبي خالد.
الثالث: الصلاةُ المكتوبةُ منها شفعٌ ومنها وتر، وهو قول عمران بن حصين من طريق قتادة، وقتادة من طريق معمر وسعيد، والربيع بن أنس من طريق أبي جعفر.
وقيل غير ذلك، قال الطبري: «والصوابُ من القول أن يقال: إن الله تعالى ذِكْرُهُ أقسمَ بالشفع والوتر، ولم يخصِّص نوعاً من الشفع ولا من الوتر دونَ نوعٍ بخبرٍ ولا عقل، وكل شفع ووتر فهو مما أقسمَ به مما قال أهل التأويل أنه داخِلٌ في قَسَمِهِ هذا، لعموم قَسَمِهِ بذلك».
(٢) كذا ورد عن عبد الله بن الزبير من طريق محمد بن المرتفع، وابن عباس من طريق العوفي، ومجاهد من طريق أبي يحيى، وأبي العالية من طريق الربيع بن أنس، وقتادة من طريق معمر وسعيد، وابن زيد، وقال عكرمة: «ليلة جمع»؛ يعني: ليلة مزدلفة، وهذا يُحمَل على التمثيلِ بليلةٍ شريفةٍ، وإلا فالخبرُ عامٌ في كل ليلة، وليس فيه ما يدلَّ على التخصيص، ولذا حملَها الجمهور على العموم، والله أعلم.
(٣) كذا فسَّر السلف ذلك: ابن عباس من طريق أبي ظبيان والعوفي وعلي بن أبي طلحة وأبي نصر، ومجاهد من طريق ابن أبي نجيح وأبي يحيى وهلال بن خباب، والحسن من طريق أبي رجاء، وقتادة من طريق سعيد ومعمر، وابن زيد.