١٧ - ١٨ - قولُه تعالى: ﴿ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ *أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ﴾؛ أي: ثُمَّ كان هذا المقتحِمُ قبلَ أن يقتحِمَ العَقَبة من المؤمنين الذين آمنوا بالله، وأوصى بعضُهم بعضاً بالصَّبرِ على الطاعات وأقدارِ الله، والصبرِ عن المعاصي، وأوصى بعضُهم بعضاً بالتراحُمِ فيما بينَهُم (١)، فمَنْ تحقَّقت فيه هذه الأوصافُ فهم أصحاب اليمين: أهل الجنة.
١٩ - ٢٠ - قولُه تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ *عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ﴾؛ أي: والذين كفروا بأدِلَّتِنا من الكُتب والرُّسُلِ هم أصحابُ الشُّؤمِ وأهلُ الشِّمال، وهم أهلُ النارِ التي هي مُطْبِقَةٌ عليهم يومَ القيامة (٢).
_________
(١) ورد عن ابن عباس من طريق عكرمة، قال: «مَرْحَمَةُ الناس».
(٢) عبَّر السلف عن معنى مُؤْصَدَة: «مُطْبِقَة»، وردَ ذلك عن ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة والعوفي، وقتادة من طريق سعيد، وقال الضحاك من طريق عبيد: «مُغْلَقَةٌ عليهم»، وهذا اختلافٌ في اللفظ، والمعنى واحد، فهو من بابِ التعبيرِ عن المعنى بألفاظٍ متقارِبة، والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon