سورةُ اللَّيل
١ - ٢ - قولُه تعالى: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى *وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى﴾: يُقْسِمُ ربُّنا بالليلِ إذا غطَّى النهارَ بظلامِه، وبالنهارِ إذا هو أضاءَ فأنارَ الأرضَ، وظهرَ للأبصار.
٣ - قولُه تعالى: ﴿وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى﴾: ويُقْسِمُ ربُّنا بمَنْ خلقَ الذَّكَرَ والأُنثى، أو بخَلْقِ الذَّكَرِ والأُنثى (١).
٤ - قولُه تعالى: ﴿إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى﴾: هذا جوابُ الأقسامِ الماضية (٢)، والمعنى: إنَّ عملَكُم الذي تعمَلونَهُ لمختَلِفٌ، فمنكُم مَنْ يعملُ بالطاعة، ومنكم مَنْ يعملُ بالمعصية.
٥ - ٧ - قولُه تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى *وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى *فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى﴾: هذا تفصيلٌ لأهلِ السَّعْي وسعيِهم، والصِّنْفُ الأوَّل: مَنْ أنفقَ من
_________
(١) قال الطبري: «وقولُه: ﴿وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى﴾ يَحتملُ الوجهينِ الَّذَينِ وصفتُ في قوله: ﴿وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا *وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا﴾ [الشمس: ٥ - ٦]، وهو أن يُجعَلَ «ما» بمعنى «من»، فيكون ذلك قَسَماً من الله جلَّ ثناؤه بخالقِ الذكرِ والأنثى، وهو ذلك الخالق، وأن تُجعلَ «ما» مع ما بعدها بمعنى المصدر، ويكون قَسَماً بخلقه الذكر والأنثى».
وقد صحَّ عن أبي الدرداء وابن مسعود أنهما كانا يقرءان: ﴿والذكر والأنثى﴾، وهذه القراءةُ لا يُقرأ بها، لمخالفتِها رسمَ المصحفِ الذي ثبتَ فيه لفظ: «وما خلق»، وإنما هي منسوخة: قرأ بها الرسول صلّى الله عليه وسلّم، ثم نُسِخَتْ فيما نُسِخَ في العَرْضَةِ الأخيرة؛ لأنها لو كانت غير ذلك، لثبتَ رسمُها في أحدِ مصاحفِ عثمان، كما وردَ إثباتُ بعضِ الألفاظ في مصحفٍ، وحذفُها من مصحفٍ غيره، والله أعلم.
(٢) قال قتادة من طريق سعيد: «وقع القَسَمُ هاهنا».