................................
وهذا التحديد يحتاج إلى قول المعصوم في خبره، وليس في هذه الآثار ما يدل على نقله عنه، وكون المَسَدِ يكون من الحديدِ صحيحٌ، أما هذا التحديد فيُتَوَقَّفُ فيه، والله أعلم.
الثالث: الحديد الذي يكون في البَكَرَةِ، ورد عن مجاهد من طريق منصور وابن أبي نجيح، من طريق الأعمش، لكن لم يذكر البَكَرَةَ، وعكرمة من طريق محمد.
الرابع: قلادة من وَدَعٍ في عنقها، ورد ذلك عن قتادة، ويحتمل أنه أراد أنه من صفتها في الدنيا؛ لأنه قال: «قلادة من ودع»، ولم يحدد زمن لُبْسِها. والله أعلم.
قال الطبري: «وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب، قول من قال: هو حبل جُمِعَ من أنواع مختلفة، ولذلك اختلف أهل التأويل في تأويله على النحو الذي ذكرنا، ومما يدل على صحة ما قلنا في ذلك قول الراجز:
ومَسَدٍ أُمِرَّ من أَيَانِقِ
صُهْبٍ عِتَاقٍ ذاتِ مُخٍّ زَاهِقِ
فجعل إمراره من شَتَّى، وكذلك المسد الذي في جيد امرأة أبي لهب، أُمِرَّ من أشياء شتى: من ليف وحديد ولحاء، وجُعل في عنقها طوقاً كالقلادة من ودع؛ ومنه قول الأعشى:
يعني بالأمساد: جمع مَسَدٍ، وهي الحبال».
والمسد في اللغة يطلق على معان؛ منها:
١ - المسد: الفتل والجدل، وممسود؛ أي: مجدول من ليف أو غيره، ومنه قول من قال: حبل من شجر بمكة، أو من ليف، وكذا من قال: سلسلة؛ لأنها تكون مجدولة في الغالب، والله أعلم.
٢ - المسد: المحور من الحديد، أو البَكَرَة التي يلتف عليها حبل الدلو، وهو تفسير مجاهد وعكرمة، وعليه يحمل قول قتادة؛ كأنه شبه القلادة في جيدها بالبكرة التي تكون من حديد الذي يكون عليه حبل الدلو، ويوضح ذلك ما نسبه ابن كثير لمجاهد، قال: «أي: طَوقُ حديدٍ، ألا ترى أن العربَ يُسمُّون البَكَرَةَ مَسَداً.
كما يحتمل أن يكون قولُ قتادةَ قولاً مستقلاً، ويكون معنىً آخرَ من معاني المَسَدِ، ومِنْ ثَمَّ يكونُ الاختلاف عائداً إلى أكثر من معنى بسبب الاشتراك اللغوي، وهما معنيان محتملان، والله أعلم.
الثالث: الحديد الذي يكون في البَكَرَةِ، ورد عن مجاهد من طريق منصور وابن أبي نجيح، من طريق الأعمش، لكن لم يذكر البَكَرَةَ، وعكرمة من طريق محمد.
الرابع: قلادة من وَدَعٍ في عنقها، ورد ذلك عن قتادة، ويحتمل أنه أراد أنه من صفتها في الدنيا؛ لأنه قال: «قلادة من ودع»، ولم يحدد زمن لُبْسِها. والله أعلم.
قال الطبري: «وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب، قول من قال: هو حبل جُمِعَ من أنواع مختلفة، ولذلك اختلف أهل التأويل في تأويله على النحو الذي ذكرنا، ومما يدل على صحة ما قلنا في ذلك قول الراجز:
ومَسَدٍ أُمِرَّ من أَيَانِقِ
صُهْبٍ عِتَاقٍ ذاتِ مُخٍّ زَاهِقِ
فجعل إمراره من شَتَّى، وكذلك المسد الذي في جيد امرأة أبي لهب، أُمِرَّ من أشياء شتى: من ليف وحديد ولحاء، وجُعل في عنقها طوقاً كالقلادة من ودع؛ ومنه قول الأعشى:
تُمْسِي فَيَصْرِفُ بَابَها مِنْ دُونِنَا | غَلَقاً صَرِيفَ مَحَالَةِ الأمْسَادِ |
والمسد في اللغة يطلق على معان؛ منها:
١ - المسد: الفتل والجدل، وممسود؛ أي: مجدول من ليف أو غيره، ومنه قول من قال: حبل من شجر بمكة، أو من ليف، وكذا من قال: سلسلة؛ لأنها تكون مجدولة في الغالب، والله أعلم.
٢ - المسد: المحور من الحديد، أو البَكَرَة التي يلتف عليها حبل الدلو، وهو تفسير مجاهد وعكرمة، وعليه يحمل قول قتادة؛ كأنه شبه القلادة في جيدها بالبكرة التي تكون من حديد الذي يكون عليه حبل الدلو، ويوضح ذلك ما نسبه ابن كثير لمجاهد، قال: «أي: طَوقُ حديدٍ، ألا ترى أن العربَ يُسمُّون البَكَرَةَ مَسَداً.
كما يحتمل أن يكون قولُ قتادةَ قولاً مستقلاً، ويكون معنىً آخرَ من معاني المَسَدِ، ومِنْ ثَمَّ يكونُ الاختلاف عائداً إلى أكثر من معنى بسبب الاشتراك اللغوي، وهما معنيان محتملان، والله أعلم.