٣٣ - قولُه تعالى: ﴿فَإِذَا جَاءَتِ الصَّآخَّةُ﴾؛ أي: تنتفعونَ بهذا المتاعِ الذي سُرعان ما ينتهي، وذلك بمجيء تلك الصَّيحة العظيمة التي تَصُكُّ الآذان بشدَّة صوتها (١).
٣٤ - ٣٦ - قولُه تعالى: ﴿يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ *وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ *وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ﴾؛ أي: إذا جاءت تلك الصيحة وقعَ هروبُ الإنسان من هؤلاء القرابة، وهم الإخوة والأبوان والزوجة والأبناء.
٣٧ - قولُه تعالى: ﴿لِكُلِّ امْرِىءٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَانٌ يُغْنِيهِ﴾؛ أي: يهربُ هؤلاء من بعضهم لأنَّ لكلٍّ منهم حالَه التي تشغله عن غيره (٢).
٣٨ - ٣٩ - قولُه تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ *ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ﴾؛ أي: في ذلك اليوم ينقسمُ الناس إلى فريقين: فريقٌ قد أضاء وجهُهُ واستنار، فهو منبسطٌ منشرحٌ فَرِحٌ بسبب ما سيلاقيه من النعيم.
٤٠ - ٤٢ - قولُه تعالى: ﴿وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ *تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ *أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ﴾؛ أي: وفريقٌ قد تغبَّرت وجوهُهُم، وعَلاها السوادُ والظُّلمةُ بسبب ما هي صائرةٌ إليه من العذاب، وهي وجوهُ الذين ستروا فِطَرَهُم بالكُفر، وشقُّوا رِبْقَةَ الإيمانِ بأعمال الفجور، فجمعوا بين فسادِ الاعتقادِ والعمل، والله أعلم.
_________
(١) ورد عن ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة أن الصاخَّة من أسماء يوم القيامة.
(٢) استشهد النبي صلّى الله عليه وسلّم بهذه الآية لبيان انشغال كل واحد بنفسه في هذا اليوم، فقد وردَ في الحديث أنه قال: «يُحشر الناس حُفاةً عُراةً غُرْلاً، فقالت عائشة: أيُبصِرُ بعضُنا بعضاً؟! فقال: يا عائشة: ﴿لِكُلِّ امْرِىءٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَانٌ يُغْنِيهِ﴾».