سورةُ الانفِطار
١ - قولُه تعالى: ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ﴾؛ أي: إذا انشقَّت السماءُ، كما قال تعالى: ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ﴾ [الانشقاق: ١]، وغيرها.
٢ - قولُه تعالى: ﴿وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ﴾؛ أي: وإذا كواكبُ السماء، وهي نجومها، تساقطت وتفرَّقت (١).
٣ - قولُه تعالى: ﴿وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ﴾؛ أي: وإذا هذه البحارُ العظيمةُ قد فُتِحَ بعضُها على بعضٍ فصارت بحراً واحداً ممتلئاً (٢).
_________
(١) جاء فعل «انفطرت» و «انتثرت» ماضيان مبنيان للفاعل، والحدثُ في المستقبل، للدلالة على تحقُّق الوقوع، كما جاءا على صيغة المطاوعة؛ أي: فَطَرْتُه فانفطر، ونَثَرتُه فانتثر، وفيه دلالةٌ على إيجاد هذا الحدث فيهما ومطاوعتِهما وإجابتِهما لهذا المطلوبِ منهما، فكأنه بقوة صيغة المفعول؛ أي: الذي فُعِلَ به بغير إرادته فاستجاب لذلك، والله أعلم.
(٢) فسَّر السلف التفجير بهذا المذكور، وَرَدَ ذلك عن ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة، وقتادة من طريق سعيد، والحسن من طريق معمر، والكلبي من طريق معمر.
والتفجير: فتحُ بعضها على بعض، وزاد الحسن في تفسيره: «فذهب ماؤها»، وهي تحتمل أنه ذهب من مكانه إلى غيره، وهذا واضح، ويحتمل أنه أراد ذهب الماء بالكليَّة، وهذا المعنى لا تعطيه اللفظة من مدلولها، ولو كان مراده هذا فإنه يمكن أن يُقْبَلَ على باب التوسع في التفسير؛ لأن هذه الحالة التي ذكرها ستصِير للبحار، على ما مرَّ في تفسير التَّسْجير، فيقبَلُ هذا التفسير هنا من باب التجَوّزِ، وتفسير الكلبي بأنها «ملئت» تفسير باللازم؛ أي: من لازم فتح بعضها على بعض أن تمتلئ. والله أعلم.
ومما ينبغي الإشارة إليه هنا: أن الكلبيَّ هنا يفسِّر وليس راوياً، فلا يقال: لا يُقْبَلُ تفسيره، لأنه كذاب، فعليكَ أن تفرِّقَ بين رأيه إذ هو مُحْتَمَلٌ مقبولٌ من التفسير، وبين روايته التي فيها التضعيف وعدم القَبول.