تقديره: أرشد طلابها أم غيّ.
مثال (٤) : قال تعالى: (ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئاً إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله) (١)
قرأ حمزة: (يخافا) بضم الياء على البناء للمفعول، وقرأ الباقون بفتح الياء على البناء للمعلوم (٢).
التلحين: لحن هذه القراءة الفراء في معاني القرآن، وقال: (لا يعجبني ذلك... وأما ما قاله حمزة فإنه إن كان أراد اعتبار قراءة عبد الله (٣) فلم يصبه - والله أعلم - لأن الخوف إنما وقع على (أن) وحدها، إذ قال: ألا يخافوا أن لا، وحمزة قد أوقع الخوف على الرجل والمرأة وعلى أن (٤) ؛ ألا ترى أن اسمها في الخوف مرفوع بما لم يسم فاعله...) (٥)
الرد: وجه جوازها أن الخوف في الحقيقة لا ينبغي أن يكون واقعاً عليهما، لأنهما لا يخافان ترك حدود الله تعالى، بل يخاف عليهما ذلك، فلهذا بني الفعل للمفعول به، فأسند إليهما، والتقدير: إلا أن يخافا على أن لا يقيما حدود الله، فحذف الجار وأوصل الفعل، فموضع أن وما بعده نصب بوقوع الفعل عليهما (٦).
(٢) التيسير / ٨٠، والسبعة / ١٨٢، والكشف عن وجوه القراءات ١ / ٢٩٤، والنشر في القراءات العشر ٢ / ٢٢٧، وينظر: مصحف القراءات العشر/ ٣٦...
(٣) يريد قراءة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
(٤) جاء في هامش معاني القرآن للفراء: (يريد أنه على قراءة حمزة (يخافا ألا يقيما) ببناء الفعل للمفعول، يكون الفعل قد عمل في نائب الفاعل، وفي أن ومعمولها، وكأن الفعل قد عمل في أكثر من معمول واحد الرفع، وهذا غير مألوف إلا على وجه التبعية. والنحويون يصححون هذا الوجه بأن يكون (ألا يقيما) بدل اشتمال من نائب الفاعل). ينظر: هامش معاني القرآن ١ / ١٤٦
(٥) معاني القرآن ١ / ١٤٥
(٦) الموضح في وجوه القراءات وعللها ١ / ٣٢٧