القرآن، والأخلاق في القرآن، في كتابي (شذرات من التفسير الموضوعي للقرآن الكريم)، وكما ترى فيما كتبه المرحوم الدكتور أحمد الشرباصي، ومن ذلك ما كتبه عن الرجولة في القرآن، القلة والكثرة في القرآن، حديث الغرور في القرآن، إلى غير ذلك مما تراه في كتابات الإخوة الأساتذة، وما تلمحه في موضوعات كتب فيها، وما يزالون يكتبون طلاب الدراسات العليا في الجامعات الإسلامية، أثرت المكتبة القرآنية في جملة من البحوث القرآنية النافعة.
ولا بُدّ أن نفرق بين هذا النوع من التفسير وما نراها من كتابات إسلامية فيما يعرف بالدراسات الإسلامية، وفرق بين أن يقال: المرأة في الإسلام، والمرأة في القرآن، أو أن يقال: الأخلاق في الإسلام، والأخلاق في القرآن، وما إلى ذلك، فالموضوع إذا بحث من الناحية الإسلامية لا يعنيه جمع الآيات في الموضوع، إنما يدرسه دراسة عامّة، يستشهد في الفقرة التي يكتب فيها بما يراه من الآيات والأحاديث وأقوال الأئمة، وما كتبه من سبقوه في دراسة موضوعه، أمّا إذا كان البحث في التفسير الموضوعي فالاعتماد فيه أولًا على جمع الآيات من القرآن، وتقسيمها إلى فقرات أو فصول أو أبواب كما ذكرنا، ودراسة هذه الآيات دراسة متأنية، يقارن بين الآيات ويستنبط منها الأحكام والدروس والعبر، وما إلى ذلك مما يتضح من وضع الآيات بجوار بعضها، والنظر فيها لتكوين رؤية متكاملة عن الموضوع.
ويدخل في التفسير الموضوع ما يسمَّى أيضًا بالوحدة الموضوعية في السورة، بأن يجتهد المفسّر في تحديد الهدف والمحور الذي تدور حوله آيات السورة، وقد يكون للسورة أكثر من هدف، فيقسّم المفسر السورة إلى عناصر، ويعرض هذه العناصر من خلال هدف السورة ومحورها، ويبرز الأسرار العظيمة التي تدلّ