وأيضًا من جملة هذا النعيم هذا الخلود الذي لا يزول ولا يفنى، ولا يفنى أصحابه، كما قال ربنا وكما استمعنا في الآية: ﴿خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا﴾، فهم إذا في نعيم باقٍ، كما ورد في الحديث عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إذا دخل أهل الجنة ينادي منادٍ إن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدًا، وإن لكم أن تصحُّوا فلا تسقموا أبدًا، وإن لكم أن تشبّوا -أي: تصيروا شبابًا- فلا تهرموا أبدًا، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدًا))، وفي رواية: ((فلا تبتئسوا)) فذلك قوله -عز وجل-: ﴿وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ (الأعراف: ٤٣).
هذه إذا منازل الصادقين وهؤلاء هم الصادقون، فهل لنا أن نكون من هؤلاء الصادقين الذين يقولون ﴿رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ (آل عمران: ١٦) إنهم كما قال ربنا: ﴿الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ﴾ (آل عمران: ١٧)... أسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يجعلنا من هؤلاء الصادقين.
والحمد لله رب العالمين.


الصفحة التالية
Icon