في الموافقة من جانب ولي الفتاة على من يتقدم إلى لخطبة ابنته، ذلكم في الحديث الذي ذكرناه من قبل، رواه الترمذي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض)).
وهذه المؤشرات التي وضعها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مسألة من يريد أن يتزوَّج الشاب بها، أو الرجل بها، وهي -كما نرى- لمالها ونسبها وحسبها وجمالها ودينها، فأوصى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالتركيز على ذات الدين فقال: ((فاظفر بذات الدين تربت يداك)) لكن هذا لا يمنع من أن يختار الإنسان الذي يريد الزواج مَن تتوافر فيها هذه الصفات أو بعضها؛ فالمال قد يكون مطلبًا لبعض الناس لتساعده هذه الزوجة على أعباء الحياة، لكن لا بد أن يكون معلومًا أن النفقة إنما هي على الزوج، وهي عنوان قوامة الرجل على المرأة، كما قال تعالى: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ﴾ (النساء: ٣٤).
ومن المعلوم أنه لا حق للزوج في مال زوجته مهما بلغ هذا المال، إلا أن يكون ذلك عن طريق الرضا، فهذا جائز كما قال ربنا: ﴿فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا﴾ (النساء: ٤)، كما أن الجمال أيضًا مطلب، ومن حق من يريد أن يقترن بفتاة أو امرأة أن يختار ذات الجمال؛ ليكون في هذا ما يُعينه على العفَّة، لكن هذا الأمر أيضًا لا بد أن يكون في حدود المطلوب الذي يؤدِّي إلى غضّ البصر، وألا يكون هو المطلب الأساسي في الموضوع؛ لأن هذا قد يكون فيه ما فيه من الخطر عليه. فلا بد أن يكون هذا الجمال محصنًا بالدين، وإلا كان أمرًا خطيرًا كما هو معلوم.
أما الحسب والنسب فمن شأن الإنسان أن يطلب الأسرة الأصيلة الكريمة التي تشتهر بأدبها وأخلاقها وحسبها ونسبها، لكن يجب ألا يكون هذا المطلب مطلب