يدخل بمن عقد عليها إلا في جوّ من الفرج والبهجة والسرور، وإقامة وليمة تُعرف بوليمة العرس يحضرها الأهل والأحباب، فإذا حدث لقاء بين الزوجين قبل هذا الإعلان؛ فهذا أمر مستعجل لما فيه من ضرر بالغ، إذ كيف يكون الحال وقد انتقلت المرأة إلى بيت زوجها وهي حامل فوضعت مولودها بشهور قلائل، وما هو أشد أن يحدث خلاف فيتم الطلاق، وينكر الزوج أنه قد دخل بها؛ لذلك كثيرًا ما أنصح أولياء الأمور بأن يؤخروا عقد الزواج إلى قُبيل الزفاف حتى لا يكون هذا العقد بابًا للوقوع في الكثير من المشاكل. فقد أصبحت بهذا العقد حلالًا له، وقد لا يصبر إلى أن يُعلن دخلوهما، فيحدث ما لا نُحبه وما لا نرضاه.
ومن الآثار المترتبة على هذه الخطبة أنه يجوز للخاطب أن ينظر إلى مخطوبته؛ لأن هذا النظر مما يحببه ويرغّبه في الزواج منها، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- للمغيرة بن شعبة -رضي الله عنه-: ((انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما))، لكن لا بد أن يعلم هذا الخاطب، وأن تعلم المخطوبة، وأن يعلم الجميع أن هذه الفتاة ما زالت أجنبية عن هذا الخاطب، فهي تُعامل كما تُعامل المرأة الأجنبية. بمعنى: أنه لا يجوز له أن يخلو بها، ولا أن يسافر معها، وأن يخرج معها إلا إذا كان هناك محرم، وإذا حدَّثها حدثها في حدود الضوابط الشرعية التي فيها قول الله تعالى: ﴿فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ﴾ (الأحزاب: ٣٢).
وأن هذه المحادثة وهذا الخروج وهذه الخلوة في وجود المحرم إنما تتمّ إذا كان الخاطب عازمًا على خطبته لا لاهيًا ولا عابثًا، فهذه مسألة شاعت في هذا الزمان في بعض الشباب يُريد المتعة، وأن يحقق رغبة، وليس عازمًا على الزواج.
يبقى في مسألة الزواج أمر على جانب كبير من الأهمية، وهو التعرف على المخطوبة عن طريق الوسائل الحديثة، ومن ذلك مثلًا النظر إلى الصورة