النساء فإنهن عوانٍ في أيديكم -عوانٍ يعني أسرى- أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله)) والأحاديث في هذا كثيرة.
وليس حسن الخلق مع الزوجة أن تكف الأذى عنها فقط، بل عليك أن تحتمل الأذى منها اقتداء برسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد كانت أزواجه تراجعنه الكلام، وتهجره الواحدة منهن يومًا إلى الليل، وراجعت امرأة عمر -رضي الله عنها- عمر في الكلام فقال: "أتراجعينني! فقالت: إن أزواج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يراجعنه وهو خير منك، فقال عمر: خابت حفصة وخسرت إن راجعته، ثم قال لحفصة: لا تغتري بابنة ابن أبي قحافة -يقصد أبا بكر رضي الله عنه- فإنها حِب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وخوّفها من المراجعة".
وهذه أيضًا أخلاق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في معاملته لنسائه؛ لتكون نبراسًا يهتدي به أهل الإسلام، فقد كان -عليه الصلاة والسلام- في معاملته لأهل بيته على أحسن حال، وهو القائل: ((أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وخياركم خياركم لنسائهم خلقًا)). وسئلت السيدة عائشة -رضي الله تعالى عنها- عما كان يصنع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بيته فقالت: ((كان يكون في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة)).
وعن عروة قال: ((قلت لعائشة: ما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصنع في بيته؟ قالت: يخيط ثوبه، ويخصف نعله، ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم)). وهذا أنس بن مالك -رضي الله تعالى عنه- يقول: ((خدمت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عشر سنين، والله ما قال لي أف قط، ولا قال لي لشيء: لم فعلت كذا؟ وهلا فعلت كذا، وكانت الأمة من إماء أهل المدينة تأخذ بيد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فتنطلق به حيث شاءت)) مما يدل على تواضعه وهو القائل: ((ما تواضع أحد لله إلا رفعه)).
إذا كانت هذه هي معاملة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لخادمه وللإماء، فما بالكم بمعاملة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لزوجاته وأهل بيته؟!: