وفي هذه الفترة يكون الانتقاء لما يمكن التغاضي عنه، وما لا يمكن السكوت عليه أو قبوله.
ولعلي ذكرت أنني أفضل تأخير إجراء عقد النكاح؛ حتى يتم اقتناع كل واحد منهما بالآخر، وحتى يتم الاتفاق على كل شيء، ولم يبق إلا وقت قصير على موعد الدخول؛ خشية أن تطول أيام الخطبة؛ نظرًا للظروف الاقتصادية للناس، وقد لا يصبر العروسان فيحدث اللقاء وربما ترتب عليه الحمل، فكيف يكون حال الفتاة وحال أهلها وحال ابنتهم، وابنتهم ستلد في بيتهم قبل زفافها، وبعض من لا خلاق له قد يساوم إذا ما أراد ألا يتم هذا الزواج.
وإذا لم يتم كانت فتاتنا في أسوأ حالتها، ولم لا فقد أصبحت في وثيقة رسمية مطلقة ومعها طفل، وهي في بيت أبيها، كيف سيجبر هذا الكسر، وكيف ستتزوج مرة ثانية؟! إنه كما ترون موقف صعب وبلاء شديد، وحزن خيم على هذه الأسرة، ألا ترون أن عدم الالتزام بتوجيهات ديننا هي التي أدت إلى هذا المصير المشئوم، بما فيه من ضياع وحسرات.
فهذا إذًا هو السبب الثالث الذي يؤدي إلى سوء العشرة، ألا وهو عدم الالتزام بحدود الله وهدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أيام الخطبة.
فإذا ما مرت أيام الخطبة بسلام بدأت إجراءات العقد والزفاف، فليكن هذا وفق شريعة الله وتوجيهات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في عدم المغالاة في المهر، وألا يطلب كل طرف من الآخر ما يلحقه في إعداد طعام وشراء فراش، وما يتبعه من أجهزة منزلية، وما يطلبه كثير من أهل العروس في مواصفات بيت الزوجية وإعداده، وما إلى ذلك مما يراه كثير من الناس ضرورة من ضرورات الزواج.