بنتيجتها: ﴿هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا﴾ وتأتي الدروس التابعة والنابعة منها في آيتين في قوله: ﴿وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ (الكهف: ٤٥) الآية وما بعدها.
والشوط الأول يبدأ من: ﴿وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ﴾ (الكهف: ٣٢) إلى قوله: ﴿وَأَعَزُّ نَفَرًا﴾ (الكهف: ٣٤) فيصور لنا الجنتين هذا التصوير الرائع، والشوط الثاني من قوله: ﴿وَدَخَلَ جَنَّتَهُ﴾ (الكهف: ٣٥) إلى قوله: ﴿مُنْقَلَبًا﴾ (الكهف: ٣٦) ليرسم لنا صورة لهذا الرجل المغرور المعجب بماله وجنتيه. أما الشوط الثالث فيبدأ من قوله: ﴿قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ﴾ (الكهف: ٣٧) إلى قوله: ﴿فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا﴾ (الكهف: ٤١) فيذكر فيه المولى سبحانه وتعالى ما دار من حوار بين هذا الرجل المتكبر وصاحبه الفقير، وما كان من نصح هذا الفقير لذلك الغني الجاحد، وفي الشوط الرابع والذي يبدأ من: ﴿وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ﴾ (الكهف: ٤٢) إلى نهاية القصة، بيان لما انتهى إليه أمر هذا الرجل وجنتيه، وما في ذلك من الدروس النافعة والعظات البالغة.
ولكم تقف مشدوهًا تستولي آيات القرآن في القصة على أحاسيسك ومشاعرك، وأنت تتأمل أحداثها وكيف ساقها القرآن، فجلى هذه الأحداث، وانتقل بك من حدث إلى حدث كما قلنا في سلاسة ويسر، وبقي القرآن في آياته تمثل كل ثلاث آيات منه معجزة، يتحدى الله بها الثقلين: ﴿قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾ (الإسراء: ٨٨).
فكم هناك من معجزات، وعلى عادة القرآن في قصصه لا يذكر أسماء، ولا يهتم بمكان القصة وأين جرت أحداثها، لا يذكر مِن هذا وذاك إلا ما دعت إليه الضرورة، وكان في ذكره