بهذا الماء نبات الأرض، فنبت هذا النبات وأورق وازدهر وأينع، ثم انقضت مدته، وآن موعد حصاده، فأصبح هشيمًا تذروه الرياح، وكان الله على كل شيء مقتدرًا.
وفي مثل سورة "الحديد" يلفت الله أنظار خلقه ويقول لهم: ﴿اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ﴾ (الحديد: ٢٠) فالأمر يحتاج إلى علم القلوب، الذي يعني يقظتها وانتباهها، إلى أن تنظر إلى الدنيا نظرة فاحصة لتعرف حقيقتها، ولو فقه الناس والتفتوا إلى ذلك؛ لعلموا أن الدنيا ساعة وتنقضي، ولحظات وتمر، فعليهم أن ينتبهوا إلى ذلك، وأن يتسابقوا فيما بينهم إلى جنَّة عرضها كعرض السماء والأرض، أعدت للذين آمنوا بالله ورسله، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.