من فضائل بر الوالدين: ما نقرؤه في حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((من سره أن يمد له في عمره ويزاد في رزقه فليبر والديه وليصل رحمه)).
وعن معاذ بن أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((من بر والديه طوبى له -أي: الجنة له- زاد الله في عمره)).
وفي المقابل نقرأ عن ثوبان -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه، ولا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر)) ومن المعلوم أن في مقدمة هذا البر في هذا الباب بر الوالدين.
وعن سلمان -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر)).
ورغبة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أن يلتزم الأبناء جانب البر يقول فيما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((رغم أنفه ثم رغم أنفه ثم رغم أنفه، قيل: من يا رسول الله؟ قال: من أدرك والديه عند الكبر أو أحدهما ثم لم يدخل الجنة)) رواه مسلم.
ومعنى: ((رغم أنفه)) أي: لصق بالرغام وهو التراب وهو من باب الدعاء ومن باب التعجب من حال هذا الابن الذي عاش ما عاش مع والديه، ثم مات الوالدان أو مات أحداهما أو أدرك هو والديه عند الكبر أو أحدهما، ثم لم يقم ببرهما والإحسان إليهما؛ ليكون ذلك سببًا في دخول الجنة.
وأيضًا في هذا السياق عن جابر -يعني ابن سمرة رضي الله عنه- قال: ((صعد النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: آمين آمين آمين، قال: أتاني جبريل -عليه الصلاة والسلام- فقال: يا محمد، من أدرك أحد أبويه فمات فدخل النار فأبعده الله فقل: آمين فقلت: آمين، فقال: يا محمد


الصفحة التالية
Icon