رواية ابن جرير. ونحن لا نشك في أن ذلك مما تلقاه وهب بن منبه عن كتبهم، وفيها ما فيها من الأباطيل والأكاذيب.
ثم حملها عنه بعض التابعين، وأخذها عنهم محمد بن إسحاق وغيره من أصحاب كتب التفسير والسير والأخبار. ويرحم الله الإمام الحافظ ابن كثير حيث قال في ت فسيره:
وقد ذكر ابن جرير هاهنا عن وهب بن منبه أثرًا طويلًا عجيبًا في سير ذي القرنين، وبنائه السد، وكيفية ما جرى له، وفيه طول وغرابة ونَكَارة في أشكالهم وصفاتهم وطولهم وقصر بعضهم وآذانهم، إلى غير ذلك.
كما روى ابن أبي حاتم عن أبيه أحاديث غريبة في ذلك لا تصح أسانيدها، والله أعلم.
هذا كلام ابن كثير، وحتى لو صح الإسناد إليها فلا شك في أنها من الإسرائيليات؛ لأنه لا تنافي بين الأمرين؛ فهي صحيحة السند إلى من رويت عنه، لكنها في نفسها من قصص بني إسرائيل المكذوب الباطل وأخبارهم التي لا تصح، ولو أن هذه الإسرائيليات وقف بها عند منابعها أو من حملها عنهم من الصحابة والتابعين لكان الأمر محتملًا، ولكن الإثم والكذب والباطل أن تُنسب هذه الأخبار إلى النبي -صلى الله عليه وسلم - ولو أنها كما أسلفنا، كانت صحيحة في معناها ومبناها لما حل نسبتها إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبدًا، فكيف وهي أكاذيب ملفقة وأخبار باطلة؟.
روى أيضًا ابن جرير وغيره عند تفسير قوله: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا﴾ (الكهف: ٨٣)، أورد حديثًا مرفوعًا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: حدثنا أبو كريب قال: حدثنا زيد بن حباب عن ابن لهيعة قال: حدثني